للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمعت عامر بن عبد الله بن الزبير، حدثني عوف بن الحارث - وهو ابن أخي عائشة لأمها - عن عائشة أن رسول الله، ، كان يقول: "عائشة، إياك ومحقرات الذنوب؛ فإن لها من الله طالبًا". (٧٣) ورواه النسائي وابن ماجة من طريق سعيد بن مسلم بن بانك [١] المدني (٧٤). وثقه أحمد وابن معين، وأبو حاتم وغيرهم.

وقد رواه الحافظ ابن عساكر في ترجمة سعيد بن مسلم هذا من وجه آخر، ثم قال سعيد: فحدثت بهذا الحديث عامر بن هشام فقال لي: ويحك يا سعيد بن مسلم! لقد حدثني سليمان بن المغيرة أنه عمل ذنبا فاستصغره، فأتاه آت في منامه فقال له: يا سليمان:

لا تَحْقِرَنَّ من الذنوب صغيرًا … إن الصغيرَ غَدًا يَعُودُ كَبيرًا

إن الصَّغيرَ وَلَو تَقَادَمَ عَهْدُهُ … عندَ الإلَه مُسَطَّرٌ تَسْطيرًا

فَازْجُرْ هَوَاكَ عَن البَطَالة، لا تَكُنْ … صَعْبَ القيَاد، وَشَمِّرَنْ تَشْميرًا

إن المُحَبَّ إذَا أحبَّ إلهَهُ … طَارَ الفُؤادُ وَأُلهِم التَّفْكِيرَا

فَاسْألْ هدَايَتَك الإله بِنِيَّة … فَكَفَى بِرَبّكَ هَاديًا وَنَصِيرًا (٧٥)

وقوله: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ﴾، أي: بعكس ما الأشقياء فيه من الضلال والسعر، والسحب في النار على وجوههم، مع التوبيخ والتقريع والتهديد.

وقوله: ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ﴾، أي: في دار كرامة الله ورضوانه وفضله، وامتنانه وجوده وإحسانه، ﴿عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ﴾، أي: عند الملك العظيم الخالق للأشياء كلها ومقدرها، وهو مقتدر على ما يشاء مما يطلبون ويريدون، وقد قال الإِمام أحمد:

حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن أوس، عن عبد الله بن عَمْرو - يَبلُغُ به النبي قال: "المقسطون عند الله [يوم القيامة] [٢] على منابر من نور، عن يمين الرحمن، وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا" (٧٦).


(٧٣) - أخرجه أحمد (٦/ ١٥١). وفي إسناده عوف بين الحارث بن الطفيل، قال الحافظ: مقبول.
(٧٤) - أخرجه النسائي في الكبرى في كتاب الرقائق كما في تحفة الأشراف للمزي (١٢/ ٢٥٠).
وابن ماجة في كتاب: الزهد، باب: ذكر الذنوب، حديث (٤٢٤٣) (٢/ ١٤١٧).
قال في الزوائد: إسناده صحيح، رجاله ثقات. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (٥١٣).
(٧٥) - أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٧/ ٣٥٣) وانظر السابق.
(٧٦) - أخرجه أحمد (٢/ ١٦٠).