للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي حديث الصور الطويل المشهور: أن رسول الله يشفع للمؤمنين كلهم في دخول الجنة، فيقول الله: قد شفعتك وأذنت لهم في دخولها. فكان [١] رسول الله يقول: "والذدي بعثني بالحق ما أنتم في الدنيا بأعرفَ بأزواجكم ومساكنكم من أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم، فيدخل الرجل منهم على ثنتين وسعين زوجة، [سبعين] [٢] مما ينشئ الله، وثنتين من ولد آدم، لهما فضل على من أنشأ الله، بعبادتهما [٣] الله في الدنيا، يدخل على الأولى منهما في غرفة من ياقوتة، على سرير من ذهب مكلل باللؤلؤ، علية سبعون زوجًا من سندس وإستبرق، وإنه ليضع يده بين كتفيها، ثم ينظر إلى يده من صدرها من وراء ثيابها وجلدها ولحمها، وإنه لينظر إلى مخ ساقها كما ينظر أحدكم إلى السلك في قصبة الياقوت، كبده لها مرآة -يعني: وكبدها له مرآة- فبينما هو عندها لا يملها ولا تمله، ولا يأتيها من مرة إلا وجدها عذراء، ما يفتر ذكره ولا تشتكي قبلها إلا أنه لا [منيّ ولا مَنيَّة] [٤]، فبينما هو كذلك إذ نودي: إنا قد عرفنا أنك لا تَمَلُّ ولا تُمَلُّ، إلا أن لك أزواجًا غيرها. فيخرج [٥]، فيأتيهن واحدة واحدة، كلما جاء واحدة قالت: والله ما في الجنة شيء [٦] أحسن منك، وما في الجنة شيء أحب إليّ منك (٦٦).

وقال عبد الله بن وهب: أخبرني عمرو بن الحارث، عن دَرّاج، عن ابن حُجيرة، عن أبي هُرَيرة، عن رسول الله أنه قال له: أنطأ في الجنة؟ قال: "نعم والذي نفسي بيده، دَحْمًا دَحْمًا، فإذا قام عنها رجعت مطهرة بكرًا [٧] " (٦٧).

وقال الطبراني: حدثنا إبراهيم بن جابر الفقيه البغدادي، حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطي، حدثنا معلى بن عبد الرحمن الواسطي، حدثنا شريك، عن عاصم الأحول، عن أبي المتوكل، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله : "إن أهل الجنة إذا جامعوا نساءهم عدن أبكارًا" (٦٨).


(٦٦) - تقدم تخريجه في تفسير سورة إبراهيم آية ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيرَ الْأَرْضِ … ﴾ (٤٨) وإسناده ضعيف، وهو عند البيهقي في البعث.
(٦٧) - أخرجه ابن حبان (٨/ ٣٥٩ - موارد) (٢٦٣٣) وفي إسناده دراج وهو ضعيف.
(٦٨) - أخرجه الطبراني في الصغير (١/ ٩١) وقال: لم يروه عن عاصم إلا شريك. تفرد به معلى بن عبد الرحمن.