للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحديث الإِمام عبد الرحيم بن إبراهيم الملقب بدُحيم، عن ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن عون بن الخطاب بن عبد الله بن رافع، عن ابن لأنس، عن أنس؛ قال: قال رسول الله : "إن الحور العين يغنين في الجنة: نحن الجوار الحسان، خلقنا لأزواج كرام" (٧٤).

وقوله: ﴿لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾، أي: خلقن لأصحاب اليمين [أو: ادّخرن لأصحاب اليمين] [١] أو: زوجن لأصحاب اليمين. والأظهر أنه متعلق بقوله: ﴿إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (٣٥) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (٣٦) عُرُبًا أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾، فتقديره: أنشأناهن لأصحاب اليمين. وهذا توجيه ابن جرير.

رُوي عن أبي سليمان الدّاراني قال: صليتُ ليلة، ثم جلست أدعو، وكان البردُ شديدًا، فجعلت أدعو بيد واحدة، فأخذتني عيني فنمت، فرأيت حوراء لم ير مثلها وهي تقول: يا أبا سليمان، أتدعو بيد واحدة وأنا أغذى [٢] لك في النعيم من خمسمائة سنة!

قلت: ويحتمل أن يكون قوله: ﴿لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ متعلقًا بما قبله، وهو قوله: ﴿أَتْرَابًا (٣٧) لِأَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾، أي: في أسنانهم [٣]. كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم، من حديث جَرير، عن عُمَارة بن القعقاع، عن أبي زُرعَةَ، عن أبي هُرَيرة؛ قال: قال رسول الله : "أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والذين يلونهم على ضوء أشدً كوكب دُري في السماء إضاءة، لا يبولون ولا يتغوطون، ولا يتفلون ولا يتمخطون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومجامرهم الألُوّة [٤]، وأزواجهم الحور العين، أخلاقهم على خَلْق رجل واحد، على صورة أبيهم آدم، ستون ذراعًا في السماء (٧٥).


(٧٤) - أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (٢/ ٢٨٠) (٤٣٢). وفي إسناده عون بن الخطاب ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا. والحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٣١٢) (٦٤٩٧) وفيه الحسن بن داود المنكدري. قال البخاري: يتكلمون فيه. وقال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به. قال الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٤٢٢): رواه الطبراني في الصغير والأوسط ورجاله وثقوا.
(٧٥) - أخرجه البخاري في كتاب: أحاديث الأنبياء، باب: خلق آدم وذريته، حديث (٣٣٢٧) (٦/ ٣٦٢). =