للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رَوَّاد بن الجراح العسقلاني، حدثنا الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس، قال: قال رسول الله : "يدخل أهل الجنة الجنةَ في طول آدم، ستين ذراعًا بذراع الملك! على حُسْن يوسف، وعلى ميلاد عيسى ثلاث وثلاثين سنة، وعلى لسان محمد، جُرْدٌ مُرْدٌ مُكحَّلون" (٨٠).

وقال أبو بكر بن أبي داود: حدثنا محمود بن خالد وعباس بن الوليد، قالا: حدثنا عمر، عن الأوزاعي، عن هارون بن رئاب، عن أنس بن مالك؛ قال: قال رسول الله : "يبعث أهل الجنة على صورة آدم في ميلاد [عيسى] [١] ثلاث وثلاثين، جُردًا مردًا مكحلين. ثم يذهب بهم إلى شجرة في الجنة فيكسون منها لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم" (٨١).

[وقوله: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ﴾ أي: جماعة من الأولين، وجماعة من الآخرين] [٢].

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا المنذر بن شاذان، حدثنا محمد بن بكار، حدثنا سعيد بن بَشِير، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حُصَين، عن عبد الله بن مسعود -قال: وكان بعضهم يأخذ عن بعض- قال: أكرينا ذات ليلة عند رسول الله ثم غدونا عليه، فقال: "عُرضت على الأنبياء وأتباعها بأممها، فيمر عليَّ النبيّ، والنبي في العصابة، والنبي في الثلاثة، والنبي ليس معه أحد". وتلا قتادة هذه الآية: ﴿أَلَيسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ﴾ - قال: "حتى مرّ عليّ موسى بن عمران في كُبْكُبَة (*) من بني إسرائيل". قال: "قلتُ: ربِّ، من هذا؟ قال: هذا أخوك موسى بن عمران ومن معه من بني إسرائيل". قال: "قلتُ: ربِّ، فأين أمتي؟ قال: انظر عن يمينك في الظّراب". قال: "فإذا وجوه الرجال". قال: "قال: أرضيتَ؟ " قال: "قلت: قد رضيت، رب. قال: انظر إلى الأفق عن يسارك. فإذا وجوه الرجال. قال: أرضيت؟ قلت: رضيت، رب. قال: فإن مع هؤلاء سبعين ألفًا، يدخلون الجنة بغير حساب". قال: وأنشأ عُكَّاشة بن مِحْصَن من بني أسد -قال سعيد: وكان بَدْريًّا-


(٨٠) - ذكره ابن القيم في حادي الأرواح (٢١٨) من حديث ابن أبي الدنيا بهذا الإسناد، وفيه رواد بن الجراح صدوق اختلط بأخرة فترك.
وصفوان بن صالح يدلس تدليس التسوية.
(٨١) - أخرجه أبو نعيم في صفة الجنة (٢/ ١٠٤) (٢٥٥). وفي الحلية (٣/ ٥٦)، وقال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٤٠٢): رواه الطبراني في الأوسط وإسناده جيد.
(*) الجماعة المتضامة من الناس وغيرهم. النهاية (٤/ ١٤٤).