للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا الحديث فيه بشارة لكل مؤمن؛ ومعنى يعلق: يأكل، ويشهد له بالصحة أيضًا ما رواه الإمام أحمد، عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي، عن الإمام مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه عن رسول الله ؛ قال: "إنما نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة، حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه" (١١٩). وهذا إسناد عظيم ومتن قويم.

وفي الصحيح [أن رسول الله، ؛ قال] [١]: "إن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في [رياض] [٢] الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش … " الحديث (١٢٠).

وقال الإِمام أحمد: [حدثنا عفان] [٣] حدثنا همام، حدثنا عطاء بن السائب؛ قال: كان أول يوم عرفت فيه عبد الرحمن بن أبي ليلى رأيت شيخا أبيض الرأس واللحية على حمار، وهو يتبع [٤] جنازة، فسمعته يقول: حدثني فلان بن فلان سمع رسول الله، ؛ يقول: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه". قال: فأكب القوم يبكون؛ فقال [٥]: "ما يبكيكم؟ " فقالوا: إنا نكره الموت. قال: "ليس ذاك ولكنه إذا احتضر [٦] ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ﴾ فإذا بشر بذلك أحب لقاء الله ﷿ والله ﷿ للقائه أحب ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ فإذا بشر بذلك كره لقاء الله. والله تعالى للقائه أكره (١٢١). هكذا رواه الإِمام أحمد [وفي الصحيح] [٧] عن عائشة شاهد لمعناه (١٢٢).

وقوله تعالى: ﴿وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ﴾ أي وأما إن كان المحتضر من


(١١٩) - أخرجه أحمد (٣/ ٤٥٥) (١٥٨٢٠).
(١٢٠) - أخرجه مسلم في كتاب: الإمارة، باب: بيان أن أرواح الشهداء في الجنة، حديث (١٢١/ ١٨٨٧) (١٣/ ٤٦ - ٤٧) من حديث عبد الله بن مسعود مطولا بنحو ذلك.
(١٢١) - أخرجه أحمد (٤/ ٢٥٩ - ٢٦٠) (١٨٣٣٦) وفي إسناده عطاء بن السائب وكان اختلط، لكن للحديث طريق آخر عن عائشة عند مسلم سيأتي بعد هذا.
(١٢٢) - أخرجه مسلم في كتاب: الذكر والدعاء، باب: من أحب لقاء الله، أحب الله لقاءه، حديث (١٥/ ٢٦٨٤ (١٨/ ١٥ - ١٦).