للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن جرير عند قوله تعالى: ﴿وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ﴾: حدثنا ابن عبد الأعلى، حدثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة، قال: التقى أربعة من الملائكة بين السماء والأرض، فقال بعضهم لبعض: من أين جئت؟ قال أحدهم: أرسلني ربي ﷿ من السماء السابعة وتركته ثَمَّ. قال الآخر: أرسلني ربي ﷿ من الأرض السابعة وتركته ثَم. قال الآخر: أرسلني ربي من المشرق وتركته ثَمَّ. قال الآخر: أرسلني ربي من المغرب وتركته ثَم (١٢).

وهذا غريب جدًّا، وقد يكون الحديث الأول موقوفًا علي قتادة كما روي هاهنا من قوله، والله أعلم.

﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَينَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤) لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ (٥) يُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٦)

يخبر تعالى عن خلقه السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم أخبر باستوائه علي العرش بعد خلقهن. وقد تقدم الكلام على هذه الآية وأشباهها في "سورة الأعراف" [بما أغنى عن إعادته هاهنا] [١].

﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ﴾. أي: يعلم عدد ما يدخل فيها من حب وقطر، ﴿وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا﴾. من زرع ونبات وثمار، كما قال: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيبِ لَا يَعْلَمُهَا إلا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إلا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ﴾.

وقوله: ﴿وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ﴾، أي: من الأمطار، والثلوج والبرد [٢]، والأقدار والأحكام مع الملائكة الكرام، وقد تقدم في "سورة البقرة" أنه ما ينزل [من] [٣] قطرة من


(١٢) - تفسير الطبري (٢٧/ ١٥٤). وإسناده مرسل، وقتادة من المشهورين بالتدليس.