الفريقين [كليهما][١] فذلك مثلهم ومثل ما قَبلُوا من هذا النور" (٧٦). انفرد به البخاري؛ ولهذا قال تعالى: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيءٍ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ﴾، أي: ليتحققوا أنهم لا يقدرون على رد ما أعطاه الله، ولا إعطاء ما منع الله، ﴿وَأَنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
قال ابن جرير: ﴿لِئَلَّا يَعْلَمَ﴾ أي: ليعلم. وقد ذكر عن ابن مسعود أنه قرأها: ﴿لِكَي يَعْلَمَ﴾. وكذا حطَّان [٢] بن عبد الله، وسعيد بن جبير، قال ابن جرير: لأن العرب تجعل "لا" صلة في كل كلام دخل في أوله أو آخره جحد غير [٣] مصرح، فالسابق كقوله: ﴿مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ﴾، ﴿وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾، ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾.
آخر تفسير سورة الحديد.
[ولله الحمد والمنة][٤]
* * *
(٧٦) - أخرجه البخاري في كتاب: الإجارة، باب: الإجارة من العصر إلى الليل، حديث (٢٢٧١) (٤/ ٤٤٧ - ٤٤٨).