للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولدي، ظاهر مني، اللَّهم إني أشكو إليك. قالت: فما برحت حتى نزل جبريل بهذه الآية: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا﴾. وقال: وزوجها أوس بن الصامت.

وقال ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة: هو [١] أوس بن الصامت. وكان أوس امرءًا [٢] به لمم، فكان إذا أخذه لممه واشتد به يظاهر من امرأته، وإذا ذهب لم يقل شيئًا، فأتت رسول الله تستفتيه في ذلك وتشتكي إلى الله … ، فأنزل الله: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ﴾ .. الآية.

وهكذا [رواه هشام] [٣] بن عروة، عن أبيه: أن رجلًا كان به لمم، فذكر مثله (٢).

وقال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي، حدثنا موسى بن إسماعيل - أبو سلمة - حدثنا جرير -يعني: ابن حازم- قال: سمعت أبا يزيد يحدث قال: لَقِيَتْ امرأةٌ عُمَرَ - يقال لها: خولة بنت ثعلبة - وهو يسير مع الناس، فاستوقفته فوقف لها ودنا منها وأصغى إليها رأسه، ووضع يديه على منكبيها حتى قضت حاجتها وانصرفت. فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست رجالات قريش على هذه العجوز؟! قال: ويحك! وتدري من هذه؟ قال: لا. قال: هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، هذه خولة بنت ثعلبة، والله لو لم تنصرف عني إلى الليل ما انصرفت حتى تقضي حاجتها إلا أن تحضر صلاة فأصليها ثم أرجع إليها حتى تقضي حاجتها.

هذا منقطع بين أبي يزيد وعمر بن الخطاب. وقد روي من غير هذا الوجه.

وقال ابن أبي حاتم أيضًا: حدثنا المنذر بن شاذان، حدثنا يعلى، حدثنا زكريا، عن عامر قال: المرأة التي جادلت في زوجها: خولة بنت الصامت، وأمها معاذة التي أنزل الله فيها: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا﴾. صوابه: خولة امرأة أوس بن الصامت.

﴿الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إلا اللَّائِي


(٢) - أخرجه الطبري (٢٨/ ٦) من طريق هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة: أن جميلة كانت امرأة أوس بن الصامت … الحديث فذكر نحوه. وصححه الحاكم (٢/ ٤٨١) على شرط مسلم ووافقه الذهبي.