للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدثنا سفيان، عن عَمْرو [١]، أخبرني حَسَن بن محمد بن عليّ، أخبرني عُبيد [٢] الله ابن أبي رافع، وقال مرة: إن عبيد الله بن أبي رافع أخبره: أنه سمع عليًّا يقول: بعثني رسول الله أنا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب فخذوه منها"، فانطلقنا تعادي بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب. قلنا لتخرجن الكتاب أو، لنْلقين الثياب. قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله . فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله فقال رسول الله : "يا حاطب؛ ما هذا؟ " قال: لا تعجل عليَّ، إني كنت امرأ مُلصَقًا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدًا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرًا ولا ارتدادًا عن ديني ولا رضي [٣] بالكفر بعد الإِسلام. فقال رسول الله : "إنه صَدَقكم" فقال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق. فقال: "إنه قد شهد بدرًا، وما يدريك لَعَلَّ [٤] الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم".

وكذا أخرجه الجماعة إلا ابن ماجة (٣) من عير وجه عن سفيان بن عيينة، به.

وزاد البخاري (٤) في كتاب المغازي: فأنزل الله السورة ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾.


(٣) - أخرجه البخاري في كتاب الجهاد، باب: الجاسوس، حديث (٣٠٠٧) (٦/ ١٤٣)، وأطرافه في [٣٨١١، ٣٩٨٣، ٤٢٧٤، ٤٨٩٠: ٦٢٥٩، ٦٩٣٩]. ومسلم في باب: فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر وقصة حاطب بن أبي بلتعة، حديث (١٦/ ٢٤٩٤) (١٦/ ٨٠ - ٨٢). وأبو داود في كتاب: الجهاد، باب: في حكم الجاسوس إذا كان مسلمًا، حديث (٢٦٥٠) (٣/ ٤٧ - ٤٨). والترمذي في كتاب: تفسير القرآن، باب: ومن سورة الممتحنة، حديث (٣٣٠٢) (٩/ ٤٣ - ٤٤). والنسائي في الكبرى في كتاب: تفسير القرآن، باب: قوله تعالى: ﴿لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ﴾، - حديث (١١٥٨٥) (٦/ ٤٨٧).
(٤) - أخرجه البخاري في كتاب المغازي، باب: غزوة الفتح، حديث (٤٢٧٤) (٧/ ٥١٩).