هذا لفظ البخاري، ولمسلم: من المرأتان اللتان قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيهِ﴾؟ قال: عائشة وحفصة. ثم ساق الحديث بطوله، ومنهم من اختصره.
وقال مسلم (٢١) أيضًا: حدثني زهير بن حرب، حدثنا عمر بن يونس الحنفي، حدثنا عكرمة بن عمار، عن سماك بن الوليد -أبي زميل-، حدثني عبد الله بن عباس، حدثني عمر بن الخطاب قال: لما اعتزل نبي الله ﷺ نساءه، دخلت المسجد فإذا الناس يَنكُتُون بالحصي، ويقولون: طلق رسول الله ﷺ نساءه! وذلك قبل أن يؤمرَ بالحجاب. فقلت: لأعلمن ذلك اليوم … فذكر الحديث في دخوله على عائشة وحفصة، ووعظه إياهما، إلى أن قال: فدخلت فإذا أنا برباح غلام رسول الله ﷺ على أسكُفّة المشربة، فناديت فقلت: يا رباح، استأذن لي على رسول الله ﷺ … فذكر نحو ما تقدم، إلى أن قال: فقلت: يا رسول الله، ما يَشُقّ عليك من أمر النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك، وقلما تكلمتُ -وأحمد الله- بكلام إلا رجوتُ أن يكون الله يصدق قولي، ونزلت هذه الآية، آية التخيير: ﴿عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيرًا مِنْكُنَّ﴾ ﴿وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ﴾. فقلت: أطلقتهن؟ قال:"لا" … فقمت على باب المسجد فناديت بأعلى صوتي: لم يطلق نساءه، ونزلت هذه الآية: ﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَو الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، فكنت أنا استنبطت ذلك الأمر.
وكذا قال سعيد بن جبير، وعكرمة، ومقاتل بن حيان، والضحاك، وغيرهم ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾: أبو بكر وعمر، زاد الحسن البصري وعثمان: وقال [ليث بن أبي][١] سليم، عن مجاهد: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، قال: عليّ بن أبي طالب.
وقال ابن أبي حاتم حدثنا علي بن الحسين حدثنا محمد بن أبي [٢] عمر حدثنا محمد بن جعفر بن محمد [بن علي][٣] بن الحسين قال: أخبرني رجل ثقة يرفعه إلى عليّ قال: قال رسول الله ﷺ: قوله: ﴿وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ﴾، قال:"هو علي بن أبي طالب". إسناده ضعيف، وهو منكر جدًّا.
(٢١) صحيح مسلم، الموضع السابق (٣٠/ ١٤٧٩) (١٠/ ١١٨ - ١٢١).