(٣٧) صحيح مسلم في كتاب: الإيمان، باب: هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية، حديث (١٢٠) (٢/ ١٧٨). قال الإمام النووي: وأما معنى الحديث فالصحيح فيه ما قاله جماعة من المحققين: أن المراد بالإحسان في الإسلام هنا: الدخول في الإسلام كالظاهر والباطن جميعًا، وأن يكون مسلمًا حقيقيًّا، فهذا يغفر له ما سلف في الكفر بنص القرآن العزيز والحديث الصحيح: الإسلام يهد ما قبله، وبإجماع المسلمين والمراد بالإساءة عدم الدخول في الإسلام لقلبه؛ بل يكون منقادًا في الظاهر مظهرًا للشهادتين غير معتقد الإسلام بقلبه فهذا منافق باق على كفره بإجماع المسلمين؛ فيؤاخذ بما عمل في الجاهلية قبل إظهار صورة الإسلام، وبما عمل بعد إظهارها؛ لأنه مستمر على كفره، وهذا معروف في استعمال الشرع، يقولون: حسن إسلام فلان إذا دخل فيه حقيقة بإخلاص، وساء إسلامه أو لم يحسن إسلامه إذا لم يكن كذلك. والله أعلم. ا هـ.