للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

إسحاق بن منصور، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن معاوية بن صالح به.

ومعنى هذا أنه صار امتثالُ القرآن، أمرًا ونهيًا- سجيةً له [١]، وخلقًا تَطَبَّعَه، وترك طبعه الجبِلي، فمهما أمره القرآن فعله، ومهما نهاه عنه تركه، هذا مع ما جَبَله اللَّه عليه من الخلق العظيم، من الحياء والكرم، والشجاعة والصفح، والحلم، وكل خلق جميل، كما ثبت في الصحيحين (١٩) عن أنس قال: خدمتُ رسول اللَّه عشر سنين فما قال لي: أف قط، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟ وكان رسول اللَّه [] [٢] أحسن الناس خلقًا، ولا مَسسْتُ خزًّا ولا حريرًا ولا شيئًا كان ألين من كف رسول اللَّه عليه اللَّه عليه وسلم، ولا [شَممْتُ مسكًا] [٣]، ولا عطرًا كان أطيب من عَرَق رسول اللَّه .

وقال البخاري (٢٠): [حدثنا أحمد بن سعيد أبو عبد اللَّه] [٤]، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا إبراهيم بن يوسف عن أبيه، عن أبي إسحاق؛ قال: سمعت البراء يقول: كان رسول اللَّه أحسن الناس وجهًا وأحسن الناس خلقًا، ليس بالطويل البائن [٥] ولا بالقصير.

والأحاديث في هذا كثيرة، ولأبي عيسى الترمذي في هذا كتاب [٦] "الشمائل".

وقال الإِمام أحمد (٢١): حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن عُرْوة، عن عائشة، قالت: ما ضرب رسول اللَّه بيده خادمًا له قط، ولا امرأة، ولا ضرب بيده شيئًا قط، إلا أن يجاهد في سبيل اللَّه، ولا خُير بين شيئين قط إلا كان أحبهما إليه أيسرهما حتى يكون إثمًا، فإذا كان إثمًا كان أبعد الناس من الإِثم، ولا انتقم لنفسه من شيء يؤتى [٧] إليه إلا أن تنتهك حرمات اللَّه، فيكون هو ينتقم للَّه ﷿.

وقال الإِمام أحمد (٢٢): حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا [عبد العزيز] [٨] بن محمد، عن


(١٩) صحيح البخاري في كتاب: النكاح، كتاب: الوليمة حق، حديث (٥١٦٦) (٣/ ٣٧٩ - متن) ومسلم في كتاب: الفضائل، باب: كان رسول اللَّه أحسن الناس خلقًا (٥١ - ٥٣/ ٢٣٠٩) (١٥/ ١٠٠ - ١٠٢).
(٢٠) صحيح البخاري في كتاب: المناقب، كتاب: صفة النبي ، حديث (٣٥٤٩) (٦/ ٥٦٤).
(٢١) المسند (٦/ ٢٣٢) (٢٦٠٦٥).
(٢٢) المسند (٢/ ٣٨١). وصححه الألباني في الصحيحة (٤٥).