للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال ابن أبي حاتم (٣): حدثنا أبو سعيد الأشج، وعمرو بن عبد الله الأودي، حدثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن شيخ من بجيلة، عن ابن عباس: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، قال: يكور الله الشمس والقمر والنجوم يوم القيامة في البحر، ويبعث الله ريحًا دبورًا فتضرمها [١] نارًا. وكذا قال عامر الشعبي. ثم قال ابن أبي حاتم (٤):

حدثنا أبي، حدثنا أبو صالح، حدثني معاوية بن صالح، عن ابن يزيد بن أبي مريم، عن أبيه أن رسول الله قال في قول الله: ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾، قال: "كورت في جهنم".

وقال الحافظ أبو يعلى (٥) في مسنده: حدثنا موسى بن محمد بن حيان [٢]، حدثنا دُرُسْتُ [٣] بن زياد، حدثنا يزيد الرقاشي، حدثنا أنس؛ قال: قال رسول الله : "الشمس والقمر ثوران [٤] عقيران في النار".

هذا حديث ضعيف؛ لأن يزيد الرقاشي ضعيف، والذي رواه البخاري في الصحيح بدون هذه الزيادة، ثم قال البخاري (٦):

حدثنا مسدد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، حدثنا عبد الله الداناج، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، عن النبيِّ : "الشمس والقمر يكوران يوم القيامة". انفرد به البخاري وهذا لفظه، وإنما أخرجه في كتاب "بدء الخلق"، وكان جديرًا أن يذكره هاهنا أو يكرره، كما هي عادته في أمثاله! وقد رواه البزار فجود إيراده، فقال:

حدثنا إبراهيم بن زياد البغدادي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد العزيز بن المختار، عن عبد اللَّه الداناج؛ قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن بن خالد بن [عبد الله] [٥] القسريَّ في هذا المسجد مسجد الكوفة، وجاء الحسن فجلس إليه فحدث؛ قال: حدثنا أبو هريرة أن رسول الله ؛ قال: "إن الشمس والقمر نوران في النار يوم القيامة". فقال الحسن: وما ذنبهما؟ فقال: أحدثك عن رسول الله وتقول -


(٣) تفسير الطبري (٣٠/ ٦٨) من طريق أبي أسامة بهذا الإسناد بنحوه.
(٤) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٥٢٥) وزاد نسبته إلى الديلمي.
(٥) مسند أبي يعلى (٧/ ١٤٨) (٤١١٦).
(٦) صحيح البخاري، كتاب: بدء الخلق، باب: صفة الشمس والقمر، حديث (٣٢٠٠) (٦/ ٢٩٧).