للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذَاتِ الْبُرُوجِ﴾: الخلق الحسن.

واختار ابن جرير [١] أنها: منازل الشمس والقمر، وهي اثنا عشر برجًا، تسير الشمس في كل واحد منها شهرًا، ويسير القمر في كل واحد يومين وثلثًا، فذلك ثمانية وعشرون منزلة ويستسر ليلتين.

وقوله ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ (٢) وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾: اختلف المفسرون في ذلك، وقد قال ابن أبي حاتم:

حدثنا عبد [٢] الله بن محمد بن عمرو الغزي، حدثنا عبيد [٣] الله -يعني ابن موسى- حدثنا موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد بن صفوان بن أوس الأنصاري، عن عبد [٤] الله ابن رافع، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﴿وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ﴾ يوم القيامة، ﴿وَشَاهِدٍ﴾ الجمعة. وما طلعت شمس ولا [٥] غربت على يوم أفضل من يوم الجمعة، وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم [٦] يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه، ولا يستعيذ فيها من شر إلا أعاذه، ﴿وَمَشْهُودٍ﴾ يوم عرفة.

وهكذا روى هذا الحديث ابن خزيمة [٧] من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي -وهو ضعيف الحديث- وقد روي موقوفًا [٨]- على أبي هريرة وهو أشبه.

وقال الإِمام أحمد (٣): حدثنا محمد، حدثنا شعبة، سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمار -مولى بني هاشم- عن أبي هريرة -أما علي فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسم، وأما يونس فلم يعد أبا هريرة- أنه قال في هذه الآية: ﴿وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ﴾، قال: يعني الشاهد يوم الجمعة، ويوم مشهود يوم القيامة.


(٣) المسند (٢/ ٢٩٨) (٧٩٥٩). وفيه أن الشاهد: هم عرفة، والموعود: يوم القيامة. وأخرجه الحاكم (٢/ ٥١٩)، والبيهقي (٣/ ١٧). كلاهما من طريق أحمد ولفظهما: الشاهد: يوم عرفة ويوم الجمعة، والمشهود: هو اليوم الموعود يوم القيامة. وأورده السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلى الحاكم والبيهقي من حديث أبي هريرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع، وفي الضعيفة (٣٧٥٤). وصحح الحاكم الموقوف منه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي.