للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قريش تسميه في الربيع الشبرق، وفي الصيف الضريع - قال عكرمة: وهو شجرة ذات شوك لاطئة بالأرض.

وقال البخاري (٦): قال مجاهد: الضريع نبت يقال له الشبرق، يسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس، وهو سم.

وقال معمر عن قتادة: ﴿إلا مِنْ ضَرِيعٍ﴾ هو الشبرق إذا يبس سُمِّيَ الضريع.

وقال سعيد، عن قتادة: ﴿لَيسَ لَهُمْ طَعَامٌ إلا مِنْ ضَرِيعٍ﴾: من شر الطعام وأبشعه وأخبثه.

وقوله: ﴿لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ﴾: لا يحصل به مقصود، ولا يندفع به محذور.

﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ (٨) لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ (٩) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (١٠) لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً (١١) فِيهَا عَينٌ جَارِيَةٌ (١٢) فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ (١٣) وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ (١٤) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ (١٥) وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ (١٦)

لما ذكر حال الأشقياء، ثنى بذكر السعداء فقال: ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ﴾، أي: يوم القيامة ﴿نَاعِمَةٌ﴾، أي: يعرف النعيم فيها. وإنما حصل لها ذلك بسعيها.

وقال سفيان: ﴿لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ﴾: قد رضيت عملها.

وقوله: ﴿فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ﴾، أي: رفيعة بهية في الغرفات آمنون، ﴿لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً﴾، أي: لا يسمع في الجنة التي هم فيها كلمة لغو. كما قال: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إلا سَلَامًا﴾ وقال: ﴿لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ﴾، وقال: ﴿لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (٢٥) إلا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا﴾.

﴿فِيهَا عَينٌ جَارِيَةٌ﴾، أي: سارحة. وهذه نكرة في سياق الإثبات، وليس المراد بها عينًا واحدة، وإنما هذا جنس، يعني: فيها عيون جاريات.

وقال ابن أبي حاتم (٧): قرئ على الربيع بن سليمان: حدثنا أسد بن موسى، حدثنا ابن ثوبان، عن عطاء بن قرة، عن عبد الله بن ضمرة، عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله


(٦) أخرجه البخاري في الموضع السابق.
(٧) أخرجه ابن حبان (٨/ ٣٤٣ - موارد) (٢٦٢٢) من طريق أسد بن موسى بنحو ذلك وحسنه حسين أسد.