للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها موانع تمنع من الوصول إليها والأخذ منها، فيحتالون على أموال الأغنياء والضعفة والسفهاء، فيأكلونها بالباطل في صرفها في بخاخير وعقاقير ونحو ذلك من الهذيانات، ويَطْنزُون بهم. والذي يجزم به أن في الأرض دفائن جاهلية وإسلامية وكنوزًا كثيرة، من ظفر بشيء منها أمكنه تحوطه، فأما [١] على الصفة التي زعموها فكذب وافتراء وبهت، ولم يصح في ذلك شيء مما يقولونه إلا عن نقلهم أو نقل من أخذ عنهم، والله الهادي للصواب.

وقول ابن جرير: يحتمل أن يكون المراد بقوله: ﴿إِرَمَ﴾ قبيلة أو بلدة كانت عاد تسكنها، فلذلك [٢] لم تصرف- فيه نظر؛ لأن المراد من السياق إنما هو الأخبار عن القبيلة؛ ولهذا قال بعده: ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾، يعني يقطعون الصخر بالوادي [٣]. قال ابن عباس: ينحتونها ويخرقونها. وكذا قال مجاهد وقتادة، والضحاك وابن زيد، ومنه يقال "مُجتابي النّمار" إذا خرقوها، واجتاب الثوب: إذا [فتحه. و] [٤] منه الجيب أيضًا. وقال الله تعالى: ﴿وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ﴾.

وأنشد ابن جرير وابن أبي حاتم هاهنا قول الشاعر:

ألا كُلّ شيء -ما خَلَا الله- بائد … كَما بَاد حيّ من شنيف ومارد

هم ضربوا في كل صماء صعدة … بأيد شداد أيدات السواعد

وقال ابن إسحاق: كانوا عربًا، وكان منزلهم بوادي القرى. وقد ذكرنا [قصة عاد] [٥] مستقصاة في سورة الأعراف، بما أغنى عن إعادته.

وقوله: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾، قال العوفي، عن ابن عباس: الأوتاد: الجنود الذين يشدون له أمره. ويقال: كان فرعون يوتد أيديهم وأرجلهم في أوتاد من حديد يعلقهم بها. وكذا قال مجاهد: كان يوتد الناس بالأوتاد، وهكذا قال سعيد بن جبير والحسن والسدي. قال السدي: كان يربط الرجل، [] [٦] كل قائمة من قوائمه في وتد، ثم يرسل عليه صخرة عظيمة فتشدخه.

وقال قتادة: بلغنا أنه كانت له مطال وملاعب، يُلْعَب له تحتها، من أوتاد وحبال.

وقال ثابت البناني، عن أبي رافع: قيل لفرعون ذي الأوتاد، لأنه ضرب لامرأته أربعة أوتاد، ثم جعل على ظهرها رحى عظيمة حتى ماتت.


[١]- سقط من ز.
[٢]- في ز: فكذلك.
[٣]- في ز: بالواد.
[٤]- في ز: فتحت.
[٥]- في ز: قصته.
[٦]- في ز: في.