للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللَّهِ﴾. وقال رسول الله : "كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو [١] ينصرانه أو [٢] يُمَجِّسانه، كما تولد البهيمة بهيمة جَمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟ " أخرجاه من رواية أبي هريرة (٢).

وفي صحيح مسلم (٣) من رواية عياض بن حمَار [٣] المجاشعي عن رسول الله قال: "يقول الله ﷿: إنِّي خلقت عبادي حنفاء، فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم [٤] عن دينهم".

وقوله: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾، أي: فأرشدها إلى فجورها وتقواها، أي: بين لها ذلك، وهداها إلى ما قدر لها.

قال ابن عباس: ﴿فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا﴾: بين لها الخير والشر. وكذا قال مجاهد، وقتادة، والضحاك، والثوري.

وقال سعيد بن جبير: ألهمها الخير والشر. وقال ابن زيد: جعل فيها فجورها وتقواها. وقال ابن جرير (٤): حدثنا ابن بشار [٥]، حدثنا صفوان بن عيسى، وأبو عاصم النبيل؛ قالا: حدثنا عزرة بن ثابت، حدثني يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر [٦]، عن أبي الأسود الدَّيلي؛ قال: قال لي [٧] عمران بن حُصَين: أرأيت ما يعمل فيه الناس ويتكادحون فيه، أشيء قضى عليهم ومضى عليهم مِن قَدر قد سبق، أو فيما يُستقبَلُون مما أتاهم به نبيهم ، وأكدت عليهم الحجة؟ قلت: بل شيء قضي عليهم. قال: فهل يكون ذلك ظلمًا؟ قال: [ففزعت منه] [٨] فزعًا شديدًا، قال: قلت له: ليس شيء إلا وهو [خَلق ذلك بيده] [٩]، لا يُسألُ عما يفعل وهم يسألون. قال: سددك الله، إنما سألت لأخبر عقلك، إن رجلًا من مُزَينة -أو: جهينة- أتى رسول الله فقال: يا رسول الله؛ أرأيت ما يعمل الناس فيه ويتكادحون، أشيء قضى عليهم ومضى عليهم من قدر قد [١٠] سبق، أم شيء مما يستقبلون مما أتاهم به نبيهم. وأكدت به عليهم الحجة؟ قال: "بل


(٢) تقدم تخريجه في سورة النساء، آية: (١١٩).
(٣) تقدم تخريجه في سورة الأعراف آية: (١٧٢).
(٤) تفسير الطبري (٣٠/ ٢١١).