للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليه وسلم فقالا: يا رسول الله؛ أنعمل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أو في شيء يستأنف؟ فقال: "بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير". قالا: ففيم العمل إذًا؟ قال: "اعملوا فكل عامل ميسر لعمله الذي خلق له". قالا: فالآن [١] نجد ونعمل.

(رواية أبي الدرداء) قال الإِمام أحمد (١٢): حدثنا هيثم [٢] بن خارجة، حدثنا أبو الربيع سليمان بن عتبة السلمي، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أبي إدريس، عن أبي الدرداء قال: قالوا: يا رسول الله؟ أرأت ما نعمل، أمر قد فرغ منه أم شيء نستأنفه؟ قال: "بل أمر قد فرغ منه". قالوا: فكيف بالعمل يا رسول الله؟ قال: "كل امرئ مهيأ لما خلق له". تفرد به أحمد من هذا الوجه.

(حديث آخر)، قال ابن جرير (١٣): حدثني الحسن بن سلمة بن أبي كبشة، حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا عباد بن راشد، عن قتادة، حدثني خُلَيد العصري، عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله : "ما من يوم غربت فيه شمسه إلا وبجنبتيها ملكان يناديان يسمعه خلق الله كلهم إلا الثقلين: اللَّهم أعط منفقًا خلفًا، وأعط ممسكًا تلفًا". وأنزل الله في ذلك القرآن: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (٥) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (٦) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (٧) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (٨) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (٩) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ ورواه ابن أبي حاتم عن أبيه عن ابن أبي كبشة بإسناده مثله.

(حديث آخر)، قال ابن أبي حاتم (١٤): حدثني أبو عبد الله الطهراني، حدثنا حفص بن عمر العدني [٣]، حدثنا الحكم بن أبان عن عكرمة، عن ابن عباس: أن رجلًا كان له نخل، ومنها نخلة فرعها إلى [٤] دار رجل صالح فقير ذي عيال، فإذا جاء الرجل فدخل داره وأخذ التمر من نخلته، فتسقط التمرة فيأخذها صبيان الفقير [٥]، فنزل من نخلته فنزع التمرة من أيديهم، وإن أدخل [أحدهم التمرة في فمه] [٦] أدخل أصبعه في حلق الغلام ونزع التمرة من حلقه. فشكا ذلك الرجل إلى النبي وأخبره بما هو فيه من صاحب النخلة، فقال له النبي : "اذهب".


(١٢) المسند (٦/ ٤٤١) (٢٧٥٩٤). وحسنه الألباني: في الصحيحة (٢٠٣٣).
(١٣) تفسير الطبري (٣٠/ ٢٢١).
(١٤) ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (٦/ ٦٠٣ - ٦٠٤) وعزاه إلى ابن أبي حاتم وضعف سنده.