للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فَآوَى (٦) وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى (٧) وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى (٨) فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩) وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ (١٠) وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ (١١)

قال الإِمام أحمد (١): حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس؛ قال: سمعت جندبًا؛ يقول: اشتكى النبي فلم يقم ليلة أو ليلتين، فأتت امرأة فقالت: يا محمد؛ ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فأنزل الله ﷿: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾.

و [١] رواه البخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن أبي حاتم، وابن جرير، من طرق [٢]، عن الأسود بن قيس، عن جندب -هو ابن عبد الله البجلي، ثم العلقي به، وفي رواية سفيان بن عيينة عن الأسود بن قيس: سمع جندبًا؛ قال: أبطأ جبريل على رسول الله فقال المشركون: وُدّعَ محمد. فأنزل الله ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾.

وقال ابن أبي حاتم (٢): حدثنا أبو سعيد الأشج، وعمرو بن عبد الله الأودي؛ قالا: حدثنا أبو أسامة، حدثني سفيان، حدثني الأسود بن قيس، أنه سمع جندبًا؛ يقول: رمي رسول الله بحجر في أصبعه فقال: هل أنت إلا أصبع دميت * وفي سبيل الله ما لقيت؟.

قال: فمكث ليلتين أو ثلاثًا لا يقوم، فقالت له امرأة: ما أرى شيطانك إلا قد تركك. فنزلت: ﴿وَالضُّحَى (١) وَاللَّيلِ إِذَا سَجَى (٢) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى﴾ - والسياق لأبي سعيد.


(١) المسند (٤/ ٣١٣) (١٨٨٥٨). والبخاري في كتاب: التهجد، باب: ترك القيام للمريض، حديث (١١٢٤) (٣/ ٨). وأطرافه في: [١١٢٥، ٤٩٥٠، ٤٩٨٣]. ومسلم في كتاب: الجهاد والسير، باب: ما لقى النبي من أذى المشركين والمنافقين، حديث (١١٤، ١١٥/ ١٧٩٧) (١٢/ ٢١٦ - ٢١٨). والترمذي في كتاب: التفسير، باب: ومن سورة الضحى، حديث (٣٣٤٢) (٩/ ٧٦) بمعناه وقال: حسن صحيح. والنسائي في الكبرى في كتاب: التفسير، باب: سورة الضحى، حديث (١١٦٨١) (٦/ ٥١٧). والطبري (٣٠/ ٢٣١).
(٢) وأصله في الصحيحين من طريق الأسود؛ أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد، باب: من ينكب في سبيل الله، حديث (٢٨٠٢) (٦/ ١٩)، وطرفه في [٤١٤٦]. ومسلم في باب: الجهاد والسير، باب: ما لقى النبي من أذى المشركين والمنافقين، حديث (١١٢، ١١٣/ ١٧٩٦) (١٢/ ٢١٥ - ٢١٦). كلاهما من طريق الأسود عن جندب به نحوه.