للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مبولة، أو مكان فيه كساحة البيت. فلا يزالون ليلتهم تلك يدعون للمؤمنين والمؤمنات، وجبريل لا يدع أحدًا من المؤمنين [١] إلا صافحه، علامة ذلك من اقشعر جلده ورق قلبه ودمعت عيناه، فإن ذلك من مصافحة جبريل.

وذكر كعب أن من قال في ليلة القدر: "لا إله إلا الله"، ثلاث مرات، غفر الله له بواحدة، ونجاه من النار بواحدة، وأدخله الجنة بواحدة. فقلنا لكعب الأحبار: يا أبا إسحاق، صادقًا؟ فقال كعب: وهل يقول "لا إله إلا الله" في ليلة القدر إلا كل صادق؟ والذي نفسي بيده، إن ليلة القدر لتثقل على الكافر والمنافق، حتى كأنها على ظهره جبل، فلا تزال الملائكة هكذا حتى يطلع الفجر. فأول من يصعد جبريل حتى يكون في وجه الأفق الأعلى من الشمس، فيبسط جناحيه - وله جناحان أخضران، لا ينشرهما إلا في تلك الساعة - فتصير الشمس لا شعاع لها، ثم يدعو ملكًا ملكًا [٢] فيصعد، فيجتمع نور الملائكة ونور جناحي جبريل، فلا تزال الشمس يومها ذلك متحيرة، فيقيم جبريل ومن معه بين الأرض وبين السماء الدنيا يومهم ذلك، في دعاء ورحمة واستغفار للمؤمنين والمؤمنات، ولمن صام رمضان احتسابًا، ودعا لمن حدث نفسه إن عاش إلى قابل صام رمضان لله. فإذا أمسوا دخلوا إلى [٣] السماء الدنيا، فيجلسون حلقًا حلقًا [٤]، فتجتمع إليهم ملائكة سماء الدنيا، فيسألونهم عن رجل رجل، وعن امرأة امرأة، فيحدثونهم حتى يقولوا: ما فعل فلان؟ وكيف وجدتموه العام [٥]؟ فيقولون: وجدنا فلانًا عام أول في هذه الليلة متعبدًا ووجدناه العام مبتدعًا [٦]، ووجدنا فلانًا مبتدعًا ووجدناه العام عابدًا قال: فيكفون عن الاستغفار لذلك، ويقبلون على الاستغفار لهذا، ويقولون: وجدنا فلانًا وفلانًا يذكران الله، ووجدنا فلانًا راكعًا، وفلانًا ساجدًا، ووجدناه تاليًا لكتاب الله. قال: فهم كذلك يومهم وليلتهم، حتى يصعدون [٧] إلى السماء الثانية، ففي كل سماء يوم وليلة، حتى ينتهوا مكانهم من سدرة المنتهى، فتقول لهم سدرة [٨] المنتهى: يا سكاني، حدثوني عن الناس وسموهم لي. فإن لي عليكم حقًّا، وإني أحب من أحب اللَّه. فذكر كعب أنهم يعدون لها، ويحكون لها الرجل والمرأة بأسمائهم واسماء آبائهم. ثم تقبل الجنة على السدرة فتقول: أخبريني بما أخبرك سكانك من الملائكة. فتخبرها، قال: فتقول الجنة: رحمة الله على فلان، ورحمة الله على فلانة، اللهم عجَّلهم إليَّ، فيبلغ جبريل مكانه قبلهم، فيلهمه [٩] الله فيقول: وجدت فلانًا ساجدًا فاغفر له. فيغفر له، فيُسمعُ جبريلُ جميعَ [١٠] حملة العرش فيقولون: رحمة الله على فلان ورحمة الله على فلانة، ومغفرته


[١]- في ز: الناس.
[٢]- سقط من ت.
[٣]- سقط من ت.
[٤]- سقط من ت.
[٥]- سقط من ز، خ.
[٦]- في ت: متعبدًا.
[٧]- كذا في ز، خ، ت. ولعل الصواب: يصعدوا.
[٨]- في ز، خ: السدرة.
[٩]- سقط من ز، خ.
[١٠]- سقط من خ.