للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: "أين أبوا [١]- الهيثم؛ لا أراه". قالت: يا رسول الله، هو قريب ذهب يَستعذبُ الماء، ادخلوا فإنه يأتي الساعة إن شاء الله فبسطت بساطًا تحت شجرة، فجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقَرَّت عيناه بهم، فصعد على نخلة فصَرَم لهم أعذاقًا، فقال له رسول الله : "حَسْبُك يا أبَا الهيثم". قال: يا رسول الله، تأكلون من بُسره، ومن رُطبه، ومن تَذْنُوبه، ثم أتاهم بماء فشربوا عليه، فقال رسول الله : "هذا من النعيم الذي تسألون عنه". هذا [٢] غريب من هذا الوجه.

وقال ابن جرير (١٠): حدثني الحسين بن علي الصدائي، حدثنا الوليد بن القاسم، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة؛ قال: بينما أبو بكر وعمر جالسان، إذ جاءهما النبي ؛ فقال: "ما أجلسكما هاهنا؟ " قالا: والذي بعثك بالحق ما أخرجنا من بيوتنا إلا الجوع. قال: "والذي بعثني بالحق ما أخرجني غيره". فانطلقوا حتى أتوا بيت رجل من الأنصار. فاستقبلتهم المرأة، فقال لها النبي : "أين فلان؟ ". فقالت: ذهب يستعذب لنا ماء. فجاء صاحبهم يحمل قربته فقال: مرحبًا [٣] ما زار [العباد شيء] [٤] أفضل من شيء زارني اليوم. فعلق قرْبَتَه [بكرَب نخلة] [٥]، وانطلق فجاءهم بعذق؛ فقال النبي : "ألا كنت [٦] اجتنيت؟ " فقال: أحببت أن تكونوا الذين تختارون علي أعينكم. ثم أخذ الشفرة، فقال النبي : "إياك والحلوب". فذبح لهم يومئذ، فأكلوا. فقال النبي : "لتسألن عن هذا يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، فلم ترجعوا حتى أصبتم هذا، فهذا من النعيم".

ورواه مسلم من حديث يزيد بن كيسان به ورواه أبو يعلى وابن ماجة، من حديث المحاربي [٧]، عن يحيى بن عُبَيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن أبي بكر الصديق به.

وقد رواه أهل السنن الأربعة (١١)، من حديث عبد الملك بن عمير [٨]، عن أبي سلمة، عن


(١٠) تفسير الطبري (٣٠/ ٢٨٧). ومسلم في كتاب: الأشربة، باب: جواز استتباعه غيره الي دار من يثق يرضاه بذلك، حديث (١٤٠/ ٢٠٣٨) (١٣/ ٣٠٥ - ٣٠٦). وأخرجه أبو يعلى (١/ ٧٩ - ٨١) (٧٨). وابن ماجة في كتاب: الذبائح، باب: النهي عن ذبح ذوات الدر، حديث (٣١٨١) (٢/ ١٠٦٢) مختصرًا. قال في الزوائد: في إسناده يحيى بن عبد الله: واهي الحديث.
(١١) أخرجه أبو داود في كتاب: الأدب، باب: في المشورة، حديث (٥١٢٨) (٤/ ٣٣٣). وابن ماجة في كتاب الأدب، باب: المستشار مؤتمن، حديث (٣٧٤٥) (٢/ ١٣٣٣). فذكروا قول النبي : =