للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: "يا عقبة؛ قُلْ". قلت: ماذا أقول؟ فسكت عني، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟! [فسكت عني، فقلت: اللهم، أردده علي. فقال: "يا عقبة؛ قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟، فقال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ "، فقرأتها حتى أتيت على آخرها، ثم قال: "قل". قلت: ماذا أقول يا رسول الله؟] [١] قال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ "، فقرأتها حتى [٢] أتيت على آخرها، ثم قال رسول الله عند ذلك: "ما سأل سائل بمثلهما [٣]، ولا استعاذ مستعيذ بمثلهما [٤] ".

(طريق أخرى) قال النسائي (٢١): أخبرنا محمَّد بن بشار [٥]، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن مكحول، عن عقبة بن عامر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسم قرأ بهما في صلاة الصبح.

(طريق أخرى) قال النسائي (٢٢): أخبرنا قتيبة، حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي عمران أسلم، عن عقبة بن عامر؛ قال: اتبعت رسول الله وهو راكب، فوضعت يدي على قدمه فقلت: أقرئني سورة هود أو سورة يوسف. فقال: "لن تقرأ شيئًا أنفع عند الله من ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾.

(حديث آخر) قال النسائي (٢٣): أخبرنا محمود بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا أبو عمرو الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي عبد [٦] الله، عن ابن عائش [٧] الجهني؛ أن النبي قال له: "يا بن عائش [٨]؛ ألا أدلك -أو: ألا أخبرك- بأفضل ما يتعوذ به المتعوذون؟ " قال: بلى، يا رسول الله. قال: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾، و ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ هاتان السورتان".

فهذه طرق عن عقبة كالمتواترة عنه، تفيد القطع عند كثير من المحققين في الحديث.

وقد تقدم في رواية صدي بن عجلان (٢٤)، وفروة بن مجاهد (٢٥)، عنه: "ألا أعلمك


(٢١) - أخرجه النسائي (٨/ ٢٥٢) كتاب الستعاذة.
(٢٢) - أخرجه النسائي (٢/ ١٥٨) كتاب الافتتاح.
(٢٣) - أخرجه النسائي (٨/ ٢٥١، ٢٥٢) كتاب الاستعاذة.
(٢٤) - أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٤٨) من حديث أبي أمامة الباهلي.
(٢٥) - أخرجه أحمد في المسند (٤/ ١٥٨) من حديث فروة بن مجاهد بن عقبة.