للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زيد، ومالك عن [١] زيد بن أسلم - مثل هذا.

قال القرظي، وابن زيد، وابن جرير (٣٢): وهي كقوله تعالى: ﴿فَالِقُ الْإِصْبَاحِ﴾.

وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس: ﴿الْفَلَقِ﴾: الخلق. وكذا قال الضحاك: أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله.

وقال كعب الأحبار: ﴿الْفَلَقِ﴾: بيت في جهنم، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره، ورواه ابن أبي حاتم، ثم قال:

حدثنا أبي، حدثنا سهيل بن عثمان، عن رجل سماه، عن السدي، عن زيد بن علي، عن آبائه أنهم قالوا: ﴿الْفَلَقِ﴾: جب في قعر جهنم، عليه غطاء، فإذا كشف عنه خرجت منه نار تصيح منه جهنم، من شدة حر ما يخرج منه.

وكذا روي عن عمرو بن عَبَسَةَ [٢]، [] [٣] والسدي، وغيرهم.

وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر، فقال ابن جرير (٣٣):

حدثني إسحاق بن وهب الواسطي، حدثنا مسعود بن موسى بن مشكان الواسطي، حدثنا نصر بن خزيمة الخراساني، عن شعيب بن صفوان، عن محمَّد بن كعب القرظي، عن أبي هُريرة، عن النبي قال: "الفلق جُبّ في جهنم مغطى". إسناده غريب ولا يصح رفعه.

وقال أبو عبد الرحمن الحبلي: ﴿الْفَلَقِ﴾: من أسماء جهنم.

قال ابن جرير (٣٤): والصواب القول الأول، أنه فلق الصبح. وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري في صحيحه.

وقوله: ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾، أي: من شر جميع المخلوقات.

وقال ثابت البناني، والحسن البصري: جهنم وإبليس وذريته [٤] مما خلق.


(٣٢) - سنن الترمذي رقم (٢٠٥٨) كتاب الطب. والنسائي (٨/ ٢٧١) كتاب الاستعاذة. وابن ماجه رقم (٣٥١١) كتاب الطب. وصحح الألباني إسناده كما في تعليقه على أحاديث المشكاة رقم (٤٥٦٣).
(٣٣) - تفسير الطبري (٣٠/ ٢٢٥).
(٣٤) - تفسير الطبري (٣٠/ ٢٢٥).