للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسهل مخرجًا، ولا أفصح عن معناه، ولا أبين في فحواه .

فلله در مولانا، إذ جمع أفراد (٦) الفضائل، ونظم آحاد العقائل، وحاز من العلم الذرى والغوارب. فلا يخفى على ذي لب أنه أغرق في الفهم نُصولًا، وأعرق في العلم أصولًا فأقول مختصرًا، وعما يليق بمدحه معتذرًا، عسى يمر به من تضاعيف ثنائي عليه ما يبلغني به الزلفى في حبه، والقربى من قلبه، وتلك أمنيتي حتى (٧) ألقى منيتي، لا أتعداها، ولا أتمنى سواها، ولله در القائل:

إذا ابنُ حجي جادت (٨) لنا يده … لم يُحمد الأجودان: البحر والمطر

وإن أضاءت لنا أنوارُ غُرته … تضاءَل الأنوران: الشمس والقمرُ

وإن مضى رأيه أو جَد عزمته … تأخر الماضيان: السيف والقدر

من لم يبت حذرًا من خوف سطوته … لم يدر ما المزعجان: الخوف والحذر

كأنه الدهر في نعمى وفي نقم … إذا تعاقب منه: النفع والضرر

كأنه - وزمام الدهر في يدهِ … يدا عواقب: ما يأتي ومَا يذَرُ

فالحمد لله الذي جعل جمال منظرك موازيًا لكمال مخبرك، وشامخ فَرْعك مقارنًا لراسخ عنصرك.

والله حسبي فيك من كل … ما يعوَّذ العبد به المولى

واسلم وعش لا زلت في نعمة … أنت بها من غيرك الأولى

وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.

* * *

كتبه الفقير محمد بن علي الصوفي البواب، بالخانقاة (٩) الثميصاتية (١٠)، بدمشق المحروسة، حامدًا ومصليًا، ومحسبلًا ومحوقلًا، والحمد لله وحده.


(٦) - سقط من ش.
(٧) - في ش: حين.
(٨) - في ش: حادت.
(٩) - في ش: لمنعاه.
(١٠) - في ش: التصائية.