للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عنه وقرّره ولم يعارضه.

وقال البخاري: الأسباط قبائل في بني إسرائيل، وهذا يقتضي أن المراد بالأسباط ها هنا شعوب بني إسرائيل، وما أنزل الله من الوحي على الأنبياء الموجودين منهم. كما قال موسى لهم: ﴿اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا﴾ الآية.

وقال تعالى: ﴿وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا﴾ قال القرطبي: وسموا الأسباط: من السبط وهو التتابع، فهم جماعة، وقيل: أصله: من السبط بالتحريك وهو الشجر، أي: في الكثرة بمنزلة الشجرة الواحدة سبطة. وقال الزجاج: ويبين لك هذا، ما حدّثنا محمَّد بن جعفر الأنباري، حدثنا أبو نجيد الدقاق، حدثنا الأسود بن عامر، حدثنا إسرائيل، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كل الأنبياء من بني إسرائيل إلا عشرة: نوح وهود وصالح، وشعيب، وإبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، وإسماعيل، ومحمد عليهم الصلاة والسلام. قال القرطبي: السبط: الجماعة والقبيلة، والراجعون إلى أصل واحد] [١].

وقال قتادة: أمر الله المؤمنين أن يؤمنوا به، ويصدقوا بكتبه كلها وبرسله.

وقال سليمان بن حبيب: إنما أمرنا أن نؤمن بالتوراة والإنجيل، ولا نعمل بما فيهما.

وقال ابن أبي حاتم (٨٥٣): حدثنا محمَّد بن محمَّد بن مصعب الصوري، أخبرنا مؤمَّل، حدثنا عبيد الله بن أبي حميد، عن أبي المليح، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله : "آمنوا بالتوراة والزبور والإنجيل، وليسعكم القرآن". ﴿فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (١٣٧) صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ (١٣٨)

يقول تعالى: ﴿فَإِنْ آمَنُوا [بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ] [٢]﴾، [يعني: الكفار من أهل الكتاب، وغيرهم بمثل ما آمنتم به، يا] [٣] أيها المؤمنون من الإيمان بجميع كتب الله ورسله، ولم يفرّقوا بين أحد منهم ﴿فَقَدِ اهْتَدَوْا﴾ أي: فقد أصابوا الحق، وأرشدوا إليه. ﴿وَإِنْ تَوَلَّوْا﴾ أي عن


(٨٥٣) - تفسير ابن أبي حاتم ١٣١٢ - (١/ ٤٠٠)، وفي إسناده عبيد الله بن أبي حميد متفق على ضعفه ويروي عن أبي المليح عجائب. انظر: الميزان (٣/ ٥) والتهذيب (٧/ ٩).