للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن صور التشويش التي انتشرت في مساجدنا، والتي يغفل عنها الكثير:

التشويش ليس فقط على حاسة السمع ,بل كذلك على حاسة البصر، وهذا من شأنه كذلك أن يُذهب خشوع المصلين ,ألا وهو تزيين جدران المساجد بالألوان الباهرة واللوحات الملفتة للقلب قبل العين ,وكذلك الفرُش التي تبسط في أرضية المساجد، والتي بها رسومات كفيلة بتضيع خشوع المصلِّين.

أقول: إنَّ مثل هذه الأشياء ممَّا نهى عنها الشرع:

عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلَامٌ، فَقَالَ: «شَغَلَنِي أَعْلَامُ هَذِهِ، اذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ، وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّتِهِ» (١)

وقد ورد سؤال إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية، وهذا نصه:

ما حُكم الصلاة على السجادة التي فيها صور المساجد والقباب التي على القبور والمنارات وأمثالها؟

وأجابت اللجنة بما يلي:

إنذَ تصوير ما ليس فيه روح جائز، والصلاة على السجادة التي فيها صور ما لا روح فيها لا تجوز لما في ذلك من شغل المصلي في صلاته لكنها صحيحة لما رواه أحمد، وأبو داود من طريق عثمان بن طلحة، أن النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دعاه بعد دخوله الكعبة، فقال: "إني كنت رأيت إني كنت رأيت قرني الكبش حين دخلتُ البيت فنسيتُ أن آمرك أن تخمرها فخمرها، فإنه لا ينبغي أن يكون في قبلة البيت شيء يُلهي المصلي".


(١) متفق عليه. (الخميصة) ثوب خز أو صوف لها أعلام. (بأنبجانيته) هي كساء من صوف لاعلم لها، وهي من أدون الثياب الغليظة.

<<  <   >  >>