للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى أحمد، والبخاري من طريق أنس قال: كان قرام لعائشة قد سترت به جانب بيتها، فقال لها النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "أميطي عني قرامك هذا، فإنه لا تزال تعرض لي في صلاتي"ا. هـ

ومن هذه الأحاديث استنبط الفقهاء كراهة تزويق حيطان المساجد ومحاريبها بالأصباغ والنقوش وزخرفتها بالصنائع، فإنَّ الحكم يعم بعموم علته، والعلة الاشتغال عن الصلاة. (١)

وعن ابن عباس - رضي الله عنه- قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ما أُمرت بتشييد المساجد. (٢)

والمراد بالتشييد هنا هو رفع البناء وتطويله ,ومنه قوله تعالى (وبروج مشيدة) , وهي التي على بناؤها وارتفع.

قال ابن عباس -رضي الله عنهما -: لتزخرفنَّها كما زخرفت اليهود والنَّصارى. (٣)

فإنَّ اليهود والنصارى إنما زخرفوا المساجد عندما حرَّفوا وبدَّلوا، فأنتم تصيرون إلى مثل حالهم من الزُّخْرُف والنُّقُوش، ووجهُ النَّهى يحتملُ أَنْ يَكُونَ لئَلا تشْغَل المُصَلي. (٤)


(١) ذكره ابن الملقن في الإعلام (٤/ ٦٩)
(٢) أخرجه أبوداود (٤٤٨) وعبد الرزاق (٥١٢٧) وصححه الألباني فى المشكاة (٧١٨).
(٣) علَّقه البخاري بصيغة الجزم (١/ ٦٤٢) ووصله ابن حجر في التغليق (٢/ ٢٣٨) وسنده صحيح.
(٤) وانظر معالم السنن (١/ ١٤٠) وعون المعبود (١/ ٤٣٥) وشرح السنة (٢/ ١١٢) والنهاية في غريب الأثر (٢/ ٢٩٩)

<<  <   >  >>