للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَارِثِ - رضي الله عنه- قال: «كُنَّا نَأْكُلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي الْمَسْجِدِ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ» (١)

فإذا جاز الأكل في المسجد، مع كونه على غير ضرورة، فلأن يجوز النوم فيه من باب أولى.

قال ابن تيميه: وَأَمَّا الْمَبِيتُ فِيهِ: فَإِنْ كَانَ لِحَاجَةِ كَالْغَرِيبِ الَّذِي لَا أَهْلَ لَهُ وَالْغَرِيبِ الْفَقِيرِ الَّذِي لَا بَيْتَ لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ إذَا كَانَ يَبِيتُ فِيهِ بِقَدْرِ الْحَاجَةِ ثُمَّ يَنْتَقِلُ فَلَا بَأْسَ وَأَمَّا مَنْ اتَّخَذَهُ مَبِيتًا وَمَقِيلًا فَلَا يَجُوزُ ذَلِكَ ا. هـ. (٢)

ولكن من احتاج للنوم في المسجد للحاجة فقد وجب عليه أن يحفظ بيت الله - تعالى - ممَّا يسوءه، من رائحة سيئة أو بقايا طعام ونحو ذلك. أما مع سوء استعمال المسجد والإساءة إلى فرشه فإنه يمنع من ذلك، والله أعلم.


(١) أخرجه أحمد (١٧٧٠٩) وابن ماجه (٣٣٠٠) وصححه الألباني.
(٢) وانظر مجموع الفتاوى (٢٢/ ٢٠٤) والجامع لأحكام القرآن (١٢/ ١٨٠) ونيل الأوطار (٢/ ١٨٩)
فائدة: أما روي مرفوعاً (لا ترقدوا في المسجد) فهو حديث موضوع في سنده حرام بن عثمان، قال عنه الشافعي ويحيي بن معين: الرواية عن حرام حرام، وانظرمصنف عبد الرزاق (١/ ٤٢٢) وانظر الضعيفة (٤/ ٤٠٧٧)

<<  <   >  >>