وإذا كان حق الضيف إكرامه، فإن من واجب الضيف معرفة قدر من يزور، والاستعداد لزيارته، والتأدب في حضرته بما يليق وجلال المزور وعظمته.
قال ابن عثيمين رحمه الله:
أضاف الله - عز وجل - المساجد إلى نفسه وأضافها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ربه، لذا فإنَّ لهذه المساجد حرمة ولها تعظيم وأحكام. ا. هـ
ولقد اعتبر النبي - صلى الله عليه وسلم - المساجد أمارات تدل على إسلام أهل البلد، -- فعن أنس بن مالك - رضى الله عنه- قال:«كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُغير إذا طلع الفجر، فإن سمع أذاناً أمسك، وإلا أغار». (١)
وهذا دليل على ما للمساجد من أثر بالغ في الإسلام، حيث يعتبر وجودها وعمارتها بالأذان والصلاة صورة حية للمجتمع الإسلامي، كما أنَّ فقدها أو فقد عمارتها بعبادة الله - تعالى - يعني ابتعاد المجتمع عن الإسلام وتلاشي معالمه من واقع المجتمع.
وقد خصَّ الله - تعالى- هذه الأمة بأنْ شرع لها بناء المساجد، والسعي في عمارتها، والمسابقة إليها، وتخصيصها بأنواع من العبادة لا تصح في غيرها.
ولأهمية المساجد في هذه الشريعة أحببنا أن نذكر في هذه الورقات - بعون الله وتوفيقه - جملة من الأحكام والفتاوى التي تتعلق بالمساجد من وقت دخولها والمكث فيها والصلاة وغيرها حتى الخروج من المسجد.