للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا جهد المقل قد أنفقت فيه جهدي وبذلت وسعي، وقد سطَّرته وأنا أعلم أنَّه عمل بشري يعتريه الخطأ والتقصير، وهذا المعنى قد ذكره الله - عزوجل - في قوله تعالى: "وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: ٨٢] [النساء: ٨٢] [النساء: ٨٢] وفي هذا المعنى يقول ابن مسعود - رضى الله عنه -: (فإنْ يكُ صواباً فمن الله، وإنْ يكُ خطأً فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه بريئآن) (١)، فأستغفر الله عمَّا فيه من خطأ أو تقصير.

{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} اللهم اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك، إنَّك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم.

لقد مضيتُ وراء الركبِ ذا عَرَجٍ ... مؤمِّلاً جبر ما لاقيتُ من عرجٍ

فإن لحقتُ بهم مِن بعد ما سَبقوا ... فكم لرب الورى في الناسِ من فرجٍ

وإنْ ضللتُ بقَفر الأرض منقطعاً ... فما على أعرجٍ في الناسِ من حرج

ولا يفوتني أنْ التمس من كل أخٍ كريم قرأ هذا الكتاب أنْ يتفضل مشكوراً بإبداء ملاحظاته وتوجيهاته، فإنَّ المؤمن مرآة أخيه المؤمن، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

ونسأل الله - عزوجل - أن يوفقنا في هذا العمل، وأن يجعل ما نسطِّره خالصاً لوجهه، ولا يجعل لأحد فيه شيئاً، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، وصلى الله على النبي وعلى آله وصحبه وسلم.


(١) أخرجه أبوداود (٢١١٦) وقال الألباني: صحيح.

<<  <   >  >>