(٢) أخرجه أحمد (٧٢٢٣) والبخاري (١١٩٥) ومسلم (١٣٩٠) وأما ما روي مرفوعاً" (مَا بَيْنَ قَبْرِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ ") فقد أخرجه ابن أبي عاصم (٧٣١) وابن أبي شيبة (٣١٦٥٩) وهو ضعيف مخالف للروايات الثابتة في الصحيحين وغيرهما بلفظ ما بين بيتي ومنبري إلخ. وقد أشار شيخ الإسلام إلى ضعفه، وضعفه أيضاً القرطبي وابن حجر والألباني. قال القرطبي: رواية (قبري) وكأنه بالمعنى لأنه دفن في بيت سكناه ا. هـ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "في بيتي". هذا هو الثابت الصحيح، ولكن بعضهم رواه بالمعنى، فقال: "قبري"، وهو صلى الله عليه وسلم حين قال هذا لم يكن قد قبر صلى الله عليه وسلم، لهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة حيث تنازعوا في موضع دفنه، ولو كان هذا عندهم لكان هذا نصا في محل النزاع، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه، بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه. ا. هـ وانظرالقاعدة الجليلة (١/ ١٥٢) وفتح الباري (٣/ ٧٠) وظلال الجنة (١/ ٣٠٣) فوائد فى غريب الحديث: (بيتي) مسكني وهو مكان قبره الآن صلى الله عليه وسلم. وقوله "روضة من رياض الجنة " معناه على قولين: أحدهما أنَّ ذلك الموضع بعينه يُنقل إلى الجنة - وهو الراجح والله أعلم-، والثاني أنَّ العبادة فيه تؤدي إلى الجنة، كما في قوله صلى الله عليه وسلم "الزم رجل أمك فثمَّ الجنة "، ولكن على المعنى الثاني فإنَّ ذلك شريطة أن لا يؤدى ذلك إلى إيذاء المسلمين أو التضييق عليهم، كما يفعله الكثيرون من الحجاج والزوار الآن، حيث إنهم يمكثون فترة طويلة في الروضة الشريفة فيضيقون على الناس ويكونون سبباً في إذائهم ويفوتون عليهم خيراً سعوا إليه