للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حفظه، وأنه قوي إذا حدث من كتابه، منهم يزيد بن زُرَيْع، وعبد الرحمن بن مهدي، وأحمد، وابن المديني، وأبو حاتم، والساجي (١).

ومن الأسباب أيضا: رحلة الراوي إلى غير بلده، فيضطر إلى التحديث من حفظه، حيث لا كتب معه، كما تقدم في الصورة الثالثة في قصة معمر، وتحديثه بالبصرة من حفظه، وشَبِيْب بن سعيد الحَبَطي، وأبي أمية الطَّرْسُوسي، وتحديثهما بمصر من حفظهما.

وقال أبو حاتم في معرض كلامه عن حديث أخطأ فيه جعفر بن بُرْقَان: "قدم جعفر الكوفة وليس معه كتب، فكان يحدث من حفظه فيغلط" (٢).

ومنها: أن يحال بين الراوي وبين كتابه، فقد يضيع منه، كما تقدم في الصورة الثانية في قصة معمر مع شيخه الأعمش، حيث سقطت منه صحيفته.

ومثله حماد بن سلمة مع شيخه قيس بن سعد، ضاع منه كتابه في طريق مكة، فكان يحدث عنه من حفظه فيخطئ عليه (٣)، وقد قيل إنه كتبه على باب، ثم محاه (٤).

وكان هُشَيْم يضعف في الزهري، فيقال إنه ضاع منه كتابه، فكان


(١) "سؤالات أبي داود" ص ٣٣٥، و"العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٥٧، و"معرفة الرجال"١: ١٢٢، و"الجرح والتعديل"٩: ١٠٨، و"شرح علل الترمذي"٢: ٧٥٨، و"تهذيب التهذيب"١١: ٧٠.
(٢) "علل الحديث"١: ٢٥٤.
(٣) "العلل ومعرفة الرجال"٣: ١٢٧، و"المعرفة والتاريخ"٢: ١٥٢.
(٤) "المحدث الفاصل" ص ٣٨٣.

<<  <   >  >>