للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حجر: "وقد يرد على بعض ما قاله ما يخالفه" (١).

وبعد، فهذه ستة أنواع من وسائل تمييز رواة الإسناد حين الاشتباه، يجيل الباحث نظره فيها، فربما اجتمع له أكثر من وسيلة، وربما اضطر إلى الاكتفاء بوسيلة واحدة، وربما تعارضت الوسائل فيلزم الباحث أن يلجأ إلى الموازنة والترجيح.

فإذا عجز عن التمييز، وبقي الأمر مشتبها بين اثنين أو أكثر، نص على هذا، فقال: إما أنه فلان، أو فلان، فقد كان الأئمة يفعلون هذا، قال أحمد: "قال وكيع في حديث سفيان، عن الحسن، عن إبراهيم: "كره أن يقول: أوجز الصلاة"-: إما أن يكون الحسن بن عبيد الله، وإما الحسن بن عمرو" (٢).

أما الحكم على الإسناد فهو مثل ما إذا تردد الراوي نفسه فقال: عن فلان أو فلان، فإن كانت درجتهما واحدة فالأمر ظاهر، وكأن الأمر ليس فيه اشتباه.

أما إذا اختلفت درجتهما كأن يكون أحدهما في الذروة العليا من الضبط والتثبت، والآخر يشمله مطلق الثقة، وهو في أدناها، أو كان أحدهما ثقة، والآخر ضعيفا، فالحكم للأدنى منهما دائما، ففي الصورة الأولى تكون درجة الإسناد كما لو عرفنا شخص الراوي وكان ممن يشمله مطلق الثقة، لكن في أدناها، وهذا يستفاد منه حين التعارض، واختلاف الروايات، وحاجة الباحث إلى النظر والموازنة، وفي الصورة الثانية تكون درجة الإسناد كما لو حددنا شخص الراوي وكان ضعيفا،


(١) "هدي الساري" ص ٢٢٢.
(٢) "العلل ومعرفة الرجال"١: ٣٤١، وانظر أيضا: ٢: ٣٧٩ فقرة ٢٦٩٤.

<<  <   >  >>