للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المسألة السابعة: اجتهاده في تفسير القرآن على طريقة أهل العلم]

وبهذا تظهر قوة جمال الدين السرمري رحمه الله العلمية، وتوفر آلة الاجتهاد لديه، وتمكنه من العلوم الأصلية وعلوم الآلة.

ومن شواهد هذا المنهج قوله عند الكلام على جمع المذكر السالم: "فأمّا قوله عن السماء والأرض: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فُصِّلَت: من الآية ١١] فإنّه لما وصفهما بالقول الذي هو من خصائص من يعقل، جمعهما جمعَ من يعقل ليطابق أول الكلام آخرة ونظائره كثيرة في القرآن وغيره" (١).

وقال في موضع آخر عند الكلام على الخبر الذي يتنزل منزلة المبتدأ على وجه التشبيه: "ومنه قوله تعالى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: من الآية ٦] يعني أنّ زوجات النبي - صلى الله عليه وسلم - يتنزلن عند المسلمين في احترامهن وتحريم نكاحهنَّ بمنزلة أمهاتهم لا أنَّهُنَّ أمهاتهم حقيقةً" (٢).

وقال في موضع آخر عند الكلام على (كان): "وقد يقصد بها الداوم كما يقصد بـ (لم يزل) كقوله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا} [الأحزاب: من الآية ٢٧] " (٣).

وقال في موضع آخر عند الكلام على الآل: "وقد قال تعالى: {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر: من الآية ٤٦] وأراد بذلك قومه كلهم" (٤).


(١) شرح اللؤلؤ في النحو، ٩١.
(٢) شرح اللؤلؤ في النحو، ١١٦ - ١١٧.
(٣) شرح اللؤلؤ في النحو، ١٦٤.
(٤) شرح اللؤلؤ في النحو، ص ٢٣٠.

<<  <   >  >>