للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو خُلقية أو سيرة سواء أكان ذلك قبل البعثة كتحنثه في غار حراء أم بعدها (١).

والسنة بهذا التعريف هي المقصودة هنا في هذا المطلب، أما قبل النبوة فيستفاد منها في دلائل النبوة ونحوها، وأما بعد النبوة فالأمر فيها ظاهر.

[السنة النبوية مصدر تلقي عند جمال الدين السرمري]

اعتمد جمال الدين السرمري رحمه الله على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - في تلقي مسائل العقيدة، لأنها وحي من عند الله، وهي مخبرة عن القرآن الكريم ومبينة له، ومن محاسن كلام جمال الدين السرمري رحمه الله قوله: "فعليك باتباع الأخبار النبوية، والإعراض عن الآراء الجاهلية، فإنه متى بدرت فرسان النصوص في ميدان البحث، تنكست حينئذ رايات الرأي على وجه الثرى، وفرت صناديد الجدل لوجوهها ذُللاً لهيبة من يَرى ولا يُرى (٢) " (٣).

وقال أيضاً في بيان أن السنة هي الصراط المستقيم التي لا تزيغ بها الأهواء: " فإن المنهل الصافي من الكدر، والمنهج الآمِنَ من الخطر، منهج الوحي المحفوظ بالتنزيل، ومنهج الرسول المحروس من التبديل" (٤).

والقارئ لكتب السرمري رحمه الله يجد أنه غالباً مايصدر الأدلة من السنة النبوية، حتى كتبه المؤلفة في الطب والعربية وغيرها كان استشهاده بالحديث النبوي كثيراً، وانظر على سبيل المثال: كتابه (شرح اللؤلؤة في النحو) تقف عليه تارة يذكر سند الحديث توثيقاً: "عن ابن منية عن ابن


(١) السنة قبل التدوين ص ١٦.
(٢) أي في الدنيا بعينه سوى النبي - صلى الله عليه وسلم - , يدل على ذلك إثبات السرمري للرؤية في الآخرة في منظومته (نهج الرشاد في نظم الاعتقاد ص ٣٨) بقوله:
ولا يُمتَرى في رؤية الله ربِّنا ... وهل يُمترى في الشمس في ساعة الظهر؛ وسيأتي -إن شاء الله- ذكر السرمري للخلاف في مسألة رؤية النبي - صلى الله عليه وسلم - لربه في الدنيا في كتابه: "خصائص سيد العالمين"
(٣) كتاب فيه ذكر الوباء والطاعنون، ص ٨٣ - ٨٤.
(٤) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٧١.

<<  <   >  >>