للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال في موضع آخر في معرض كلامه على قوله - صلى الله عليه وسلم - «لوجدتني عنده»: "ولا يجوز أن يُتعدَّى في هذه الأحاديث ونحوها ما وردت به السنة، لأنها من أحاديث الصفات التي لا يجوز تأويلها بما ينافي مقتضاها، نسأل الله تعالى العصمة والعافية من التأويل والتعطيل والتحريف والتكييف والتبديل" (١).

وهذا التوحيد أجل المعارف لأنه معرفة الله بأسمائه وصفاته، وعلى هذه المعرفة تبنى العبادة، فإذا لم يعرف العبد ربه فكيف يعبده؟ كيف يعبد إلهاً يجهله؟ لذا استفاضت الأدلة بذكره والتنويه به لأنه كلما كان الأمر مهماً كثر إيضاحه وبيانه.

[المطلب الثاني: منهج جمال الدين السرمري في تقرير توحيد الأسماء والصفات]

[١ - إثبات الصفات مع نفي العلم بالكيفية]

قرر جمال الدين السرمري رحمه الله إثبات الصفات وإمرارها كما جاءت بلا كيف، وأنه لا تلازم بين إثبات الصفات وبين تكييفها، وقد أولى هذه المسألة اهتماماً كبيراً، إذ أكد عليها في مواضع متعددة فقال:

"وينزل لا تكييف لي في نزوله ... تعالى سما الدنيا يقول سلو سَتري

وذلك إذ يبقى من الليل ثلثه ... كذلك حتى يُفصل الليل بالفجرِ

وربي كما قد جاء في قوله استوى ... على العرش أما كيف ذاك فلا أدري

ومذهبنا لا كيف لا مثل لا لما ... بالاقرار والإمرار من غير ما فسرِ" (٢).


(١) الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة، ص ١٢٤.
(٢) نهج الرشاد في نظم الاعتقاد، ص ٣١.

<<  <   >  >>