للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: الإيمان بالرسل]

لقد بعث الله إلى خلقه {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} [النساء: من الآية ١٦٥] وأمر بالإيمان بهم جميعاً: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ} [البقرة: ١٣٦] فيجب الإيمان بهم جملة وتفصيلاً، وذلك يتضمن الإيمان بمن سمى الله في كتابه وعلى لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - من الأنبياء وبما ثبت من أخبارهم، ومن لم يقص علينا خبرهم يجب الإيمان بهم جملة لقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ} [غافر: من الآية ٧٨] ويجب الإيمان بأن الأنبياء جميعاً بشر ليس لهم من خصائص الربوبية شيء، فهم من عباد الله، يجري عليهم ما يجري على البشر، يأكلون ويشربون ويتزوجون ويمرضون ويموتون ويقتلون، ولا يعلمون الغيب، قال سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ} [الفرقان: من الآية ٢٠] وأن كلهم جاءوا بالدعوة إلى توحيد الله ونبذ الشرك وإن اختلفت بعض شرائعهم {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل: من

الآية ٣٦] وأن من كفر بنبي واحد منهم فقد كفر بهم جميعاً، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا (١٥٠) أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا} [النساء: ١٥٠ - ١٥١].

فالإيمان بالرسل أحد أركان الإيمان الذي لا تصح عقيدة المسلم إلا بتحقيقه.

هذا ما يتعلق بالإيمان بالأنبياء والرسل جملة، أما نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - فيجب الإيمان به على وجه الخصوص، مع الاعتقاد بوجوب طاعته في جميع ما أمر به وشرعه، والانتهاء عن جميع ما عنه نهى وزجر، والإيمان بعموم رسالته، وأنه مبعوث للناس عامة قال - عز وجل -: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ

<<  <   >  >>