للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقد أمِنَ الناس، فقال: عجبتُ مما عجبتَ منه، فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ذلك فقال: «صدقة تصدق الله - عز وجل - بها عليكم فاقبلوا صدقته» " (١).

وقال في موضع آخر على قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: ٥٦]: "فلما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله قد علمنا كيف السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: «قولوا اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنّكَ حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد» " (٢).

[المسألة الرابعة: تفسير القرآن بأقوال السلف]

والمراد بهم هنا الصحابة والتابعون وتابعوهم، ومن أخذ عنهم وسار على نهجهم.

ومن شواهد هذا المنهج قول جمال الدين السرمري رحمه الله: "وعن أبي جنيح قال: سمعت عمرو بن دينار يقول في قوله: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} [البقرة: من الآية ٢٤٣] قال: وقع الطاعون في قريتهم فخرج ناس وأقام ناس فنجا الذين خرجوا وهلك الذين أقاموا، فلما وقع الطاعون الثانية، خرجوا بأجمعهم فأماتهم الله تعالى" (٣).

وقال في موضع آخر عند الكلام على أحكام الصيام: "وعن عطاء سمع ابن عباس يقرأ: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [البقرة: من الآية ١٨٤] قال ابن عباس: ليست بمنسوخة هي للشيخ الكبير والمرأة الكبيرة، لا يستطيعان أن يصوما، فيطعمان مكان كل

يوم مسكيناً" (٤).


(١) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ١٩٥.
(٢) شرح اللؤلؤ في النحو، ص ٤٢.
(٣) كتاب فيه ذكر الوباء والطاعون، ص ٨١.
(٤) إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة، ص ٢٧٢.

<<  <   >  >>