للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

منهج جمال الدين السرمري في الإمامة

[تعريف الإمامة]

الإمامة في اللغة: مصدر من الفعل (أمَّ) تقول: أمَّهم وأمَّ بهم: تقدَّمهم، والإمام: ما ائتم به من رئيس أو غيره (١).

وقال ابن منظور: " والإمام ما ائتم به من رئيس وغيره، والجمع: أئمة ... وإمام كل شيء قيِّمُه والمصلح له، والقرآن إمام المسلمين، وسيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إمام الأئمة، والخليفة إمام الرعية" (٢).

أما تعريف الإمامة في الاصطلاح: فقد عرفها العلماء بعدة تعريفات، وكلها متقاربة في المعنى

فيعرفها الماوردي بأنها: "خلافة النبوة في حراسة الدين وسياسة الدنيا" (٣).

وقال الجويني: "رياسة تامة وزعامة عامة تتعلق بالخاصة والعامة في مهمات الدين والدنيا، متضمنها حفظ الحوزة ورعاية الرعية وإقامة الدعوة بالحجة والسيف وكف الجنف والحيف والانتصاف للمظلومين من الظالمين واستيفاء الحقوق من الممتنعين وإيفاؤها على المستحقين" (٤).

وقال ابن خلدون: "هي حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية الراجعة إليها، إذ أحوال الدنيا ترجع كلها عند الشارع إلى اعتبارها بمصالح الآخرة،


(١) انظر: القاموس المحيط، ص ١٣٩٢.
(٢) لسان العرب (١٢/ ٢٢).
(٣) الأحكام السلطانية والولايات الدينية (١/ ٣)، لأبي الحسن الماوردي، تحقيق: د. أحمد مبارك البغدادي، الطبعة الأولى ١٤٠٩، دار ابن قتيبة، الكويت.
(٤) غياث الأمم والتياث الظلم ص ١٥، لأبي المعالي الجويني، تحقيق: د. فؤاد عبدالمنعم ود. مصطفى حلمي، ١٩٧٩ م، دار الدعوة، الاسكندرية.

<<  <   >  >>