للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد سلك جمال الدين السرمري رحمه الله مسلك السلف في الاعتصام بالسنة وتقديمها والاعتناء بها، ومن أمثلة ذلك قوله عند الكلام على الطب النبوي وتقديمه على طب الفلاسفة: "ليس حال من وصّل إلينا الحديث النبوي من أهل الإسلام ولو كان مهما كان من الوهن بأدنى مقالة ممن وصل إلينا عنه طب بقراط وجالينوس" (١).

وقال في موضع آخر: " ومن هنا توسعنا في الرواية عن الصغار في الأحاديث الطبية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مالم نتوسعه في الأحاديث الدينية لأنا وجدنا بين ما نقلنا عنه بعض الأحاديث الطبية من الضعفاء وبين من نقلها عن بقراط وجالينوس ونحوهما بوناً عظيماً بل غالبهم كفار" (٢).

وقال في موضع آخر عند الكلام على العدوى: "وقد زعم قوم جهال ينتسبون إلى العلم وليسوا من أهله، ويجرون في ميدانه وليسوا بخيله ولا رجله، أن هذا الداء وغيره من بقية الأدواء يُعدي ... وهذا خُلف من القول وزيف من النقل، لا يجوز استماعه، ولا يَحِلُّ اعتقاده لما جاء في ذلك من الأحاديث الصحيحة بالعبارات الواضحة الصريحة" (٣).

وقال في موضع آخر عند الكلام على أن لبس الحرير يمنع تولد القمل: "ولما روى أنس - رضي الله عنه -: «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رخّص لعبدالرحمن بن عوف والزبير في لبس الحرير لحكة كانت بهما»، وفي رواية: «أنهما شكوا إليه القمل فرخص لهما في قمص الحرير في غزاة لهما» أخرجاه في الصحيحين؛ فلبس الحرير يمنع تولد القمل خلافاً لابن سينا فإنه يزعم أن لبسه يولد القمل وقول النبي - صلى الله عليه وسلم - أصدق وأولى بالقبول" (٤).


(١) شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: ٢٠٦ أ.
(٢) شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: ١٧٠ ب.
(٣) كتاب فيه ذكر الوباء والطاعون، ٤٤ - ٥٠.
(٤) شفاء الآلام في طب أهل الإسلام (مخطوط) ورقة: ٩٤ أ.

<<  <   >  >>