للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتبّاً لهذا المَذهبِ المُذهبِ الذي ... أقَلُّ أذى فيه بصاحبِهِ يُزْري" (١).

وذم أهله وبَيَّن الفرقان بينه وبينهم في التلقي، وأن مصدرهم آراء الرجال وزبالة أذهانهم فيقدمون العقل على القرآن والسنة فقال:

"ويكفي سُواي أنَّه مُتمسِّكٌ ... بتعليم عِلْم المنطقِ السَّيئ النَّشْرِ

عقيدته أنَّ الكتاب وسُنَّـ ... ـة النَّبي معاً ليسا دليلاً على أمْرِ

ولكن دليلُ الأمر والنهي عنده ... نتيجة أفكارٍ على عقْله يَحْري" (٢).

وقد حذر السلف من هذا المنهج الباطل وأجمعوا على ذم الكلام وأهله.

قال أبو عمر بن عبدالبر: "أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهل بدع وزيغ، ولا يعدون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والتفقه فيه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميز والفهم" (٣).

وقال الشافعي رحمه الله: "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد، ويُطاف بهم في

العشائر والقبائل، هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام" (٤).

وقال أيضاً: "اعلم أني اطلعتُ من أهل الكلام على شيء ماظننته قط، ولأن يبتلى المرء بكل ما نهى الله عنه ما عدا الشرك خير له من أن ينظر في الكلام" (٥).

وقال الإمام أحمد: "لا يفلح صاحب كلام أبداً، علماء الكلام زنادقة" (٦).

وقال الإمام البربهاري: "واعلم أنها لم تكن زندقة، ولا كفر، ولا شكوك، ولا بدعة، ولا


(١) نهج الرشاد في نظم الاعتقاد، ص ٢٩ - ٣٠.
(٢) نهج الرشاد في نظم الاعتقاد، ص ٢٨.
(٣) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٩٣).
(٤) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٩٣).
(٥) جامع بيان العلم وفضله (٢/ ١٩٢).
(٦) تلبيس إبليس ص ٧٥، لابن الجوزي، الطبعة الأولى ١٤٢١، دار الفكر، بيروت.

<<  <   >  >>