للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} [الأنبياء: من الآية ٢٢] ... " (١).

هذا هو معنى الإله لغة وشرعاً.

ب- تعريفه في الاصطلاح:

عرفه الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله بتعريف جامع، ذكر فيه حد هذا التعريف، وتفسيره، وأركانه، فقال: "أن يعلم العبد ويعترف على وجه العلم واليقين أن الله هو المألوه وحده، المعبود على الحقيقة، وأن صفات الإلهية ومعانيها ليست موجودة بأحدٍ من المخلوقات، ولا يستحقها إلا الله تعالى.

فإذا عرف ذلك واعترف به حقاً أفرده بالعبادة كلها الظاهرة والباطنة، فيقوم بشرائع الإسلام الظاهرة كالصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبر الوالدين وصلة الأرحام وقيام بحقوق الله وحقوق خلقه، ويقوم بأصول الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، ويقوم بحقائق الإحسان وروح الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة، مخلصاً ذلك كله لله، لا يقصد به غرضاً من الأغراض غير رضا ربّه وطلب ثوابه، متابعاً في ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فعقيدته ما دلّ عليه الكتاب والسنّة، وأعماله وأفعاله ما

شرعه الله ورسوله، وأخلاقه وآدابه الاقتداء بنبيه - صلى الله عليه وسلم - في هديه وسمته وكل أحواله" (٢).

وقال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله في منظومته:

"هذا وثاني نوعي التوحيد إفراد رب العرش عن نديد

أن تعبد الله إلهاً واحداً معترفاً بحقه لا جاحداً" (٣).


(١) اقتضاء الصراط المستقيم، تحقيق: د. ناصر العقل، الطبعة السابعة ١٤١٩، دار عالم الكتب، بيروت.
(٢) الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين ص ١١٢ - ١١٣، لعبدالرحمن السعدي، الطبعة الثانية ١٤٠٧، دار ابن القيم، الدمام.
(٣) معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول (١/ ٣١)، لحافظ الحكمي، تحقيق: عمر بن محمود، الطبعة الأولى ١٤١٠، دار ابن القيم.

<<  <   >  >>