للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد قرر جمال الدين السرمري رحمه الله بطلان هذا المذهب، وبين أن مقصود أصحابه تكذيب الوحي، فقال:

"يدور على التعطيل لا دَرّ دَرُّه بتمويه قولٍ في المخارج مُزْورِّ

وما قصده نفي المخارج ويحه بلى قصده نفيُ الكلام من السِّفر

فتبًّا لهذا المذهب المُذهب الذي ... أقلُّ أذى فيه بصاحبه يُزري" (١).

كما رد على من شنع على أهل السنة لإثباتهم معاني الصفات وعدم تعطيلها بالحشو، وأن العبرة بالحقائق لا بالألقاب والشناعات، فقال في رده على السبكي:

"وسمت بالحشو أهل الحق إذ ملأوا ... وظائف العلم من قولٍ بأطيبه

قومٌ أتاهم صحيح النقل فاتبعوا ... سبيله وحموه من مكذبه

وأثبتوا لإله العرش ما ثبتت ... فيه النقول بلا شبه يُقاس به

فرام بعض أولي التعطيل دحضهم ... فآب من قصده الأدنى بأخيبه

فكل من قصرت في العلم رتبته ... وقلَّ ديناً تجرَّا في توثبه

فأحمد المصطفى عُودي وقيل له ... مُذمَّمٌ وتعالوا في تجنُّبه

وقيل ساحرٌ أو مجنون أو رجل ... معلمٌ كاهنٌ يسمو بأكعُبه

لو كان الاسم يشين الفعل في رجل ... لشان خير البرايا من ملقبه" (٢).

وقال أيضاً في (منامات رؤيت لشيخ الإسلام ابن تيمية)، وهي رؤى فيها الثناء على منهج ابن تيمية في الاعتقاد، وبطلان مذهب المعطلة: "وجدت بخط المحدّث الفاضل العالم نجم الدين


(١) نهج الرشاد في نظم الاعتقاد، ص ٣٠.
(٢) الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية، ص ٦٥ - ٦٧.

<<  <   >  >>