للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وممن تولى كبر ذلك وحمل لواءه:

١ - الخوارج: قالوا بتكفير علي وعثمان، وأصحاب الجمل والحكمين ومن صوبهما أو صوب أحدهما أو رضي بالتحكيم (١).

٢ - الروافض: قالوا بتكفير أبي بكر وعمر وعثمان ومن عقدوا خلافتهم وبايعوهم (٢).

ولقد عَرَضَ الإمام جمال الدين السرمري لكل الطائفتين، وبين فساد مذهبهم بالعموم، ولم يعرض لشيء من شبههم، فمن ذلك قوله: "ومحبة أحد من أهل الجنة لا ينفعه ذلك مع مجانبة الكتاب والسنة، ممن أحب أبا بكر وعمر وعثمان وأبغض علياً، أو أحب علياً وأبغض أبا بكر وعمر وعثمان ... وقد جاء الحديث أن: «من أبغض أبا بكر وعمر فقد كفر» فلا تنفعه محبة علي، ومَثلُ ذلك كما قال الصرصري رحمه الله تعالى:

مثل الذي جحد ابن مريم وادَّعى حب الكليم وتلك دعوى تفسدُ

وروي في الحديث: أن علياً - رضي الله عنه - لا يبغضه إلا منافق ولا يحبه إلا مؤمن، قال بعض الصحابة: إنْ كنَّا لنعرف المنافقين منا معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب؛ وأما ما يدعيه الرافضة من حبهم علياً - عليه السلام -، فليس من هذا في شيء، ودعواهم أن محبته ومحبة أهل البيت حسنة لا يضرها معها سيئة فهي دعوى فاسدة، لأنهم كما زعموا يحبونهم ويبغضون أهلهم وأصحابهم وأختانهم وأحماهم ومواليهم، ويسبونهم ويلعنونهم، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمن لا يكون لعاناً»، وليس أحد ممن لعنوه أو سبوه إلا وقد سبقت له سابقة صالحة في الإسلام، وأبلى بلاءً حسناً، وقد نص النبي - صلى الله عليه وسلم - في جماعة منهم بأنهم في الجنة، كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم، فمن أبغض علياً وأحب أبا بكر وعمر وعثمان لم ينفعه حبهما" (٣).

وقال في موضع آخر في بيان ضلال الرافضة:

"هم أكذب الناس في قول وفي عمل وأعظم الخلق جهلاً في توثبه


(١) انظر: الفرق بين الفرق، ص ٥٦.
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٢٨/ ٤٧٧).
(٣) الأربعون الصحيحة، ص ٦٨ - ٦٩.

<<  <   >  >>