للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تكلمهم بالعربية، فتقول: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ} [النمل: ٨٢] تخبر الناس أن أهل مكة لم يؤمنوا بالقرآن، والبعث، والثواب والعقاب، وقرئ أن الناس بفتح الهمزة وكسرها، فمن فتح أراد تكلمهم الدابة بأن الناس، ومن كسر فلأن معنى تكلمهم تقول لهم إن الناس، والكلام قول.

{وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ {٨٣} حَتَّى إِذَا جَاءُوا قَالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {٨٤} وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ {٨٥} أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ {٨٦} } [النمل: ٨٣-٨٦] قوله: {وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا} [النمل: ٨٣] الفوج الجماعة من الناس كالزمرة، وإنما يريد الرؤساء والمتبوعين في الكفر حشروا وجمعوا لإقامة الحجة عليهم، وقوله: فهم يوزعون مفسر في هذه ال { [.

] حَتَّى إِذَا جَاءُوا} [سورة النمل: ٨٤] إلى موقف الحشر، قال الله لهم: أكذبتم بآياتي هذا استفهام معناه الإنكار عليهم، والوعيد لهم.

قال ابن عباس: كذبتم أنبيائي، وجحدتم فرائضي وحدودي.

{وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا} [النمل: ٨٤] قال ابن عباس: ولم تختبروا حتى تفقهوا وتسمعوا.

وقال مقاتل: ولم يحيطوا علما أنها باطل.

ومعنى هذا: أكذبتم غير عالمين بها، يعني: ولم تتفكروا فيها.

ووقع القول وجب العذاب، {عَلَيْهِمْ بِمَا ظَلَمُوا} [النمل: ٨٥] بما أشركوا، {فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ} [النمل: ٨٥] بحجة عن أنفسهم.

ثم احتج عليهم بقوله: {أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا} [النمل: ٨٦] يبصر فيه، أي: ليبغى فيه الرزق، {إِنَّ فِي ذَلِكَ} [النمل: ٨٦] فيما جعلنا، {لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النمل: ٨٦] .

{وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ {٨٧} وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ {٨٨} مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ {٨٩} وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ {٩٠} } [النمل: ٨٧-٩٠] {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ} [النمل: ٨٧] قال ابن عباس: يريد النفخة الأولى.

{فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} [النمل: ٨٧] أي: ماتوا لشدة الخوف، كقوله: {فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ} [الزمر: ٦٨] والمعنى: يبلغ منهم الفزع إلى أن يموتوا، وقوله: {إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ} [النمل: ٨٧] قال ابن عباس: يريد الشهادة، وهم أحياء عند ربهم يرزقون.

وقال الكلبي، ومقاتل: يعني جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، وملك الموت.

وقوله: وكل أي: من الأحياء الذي ماتوا، ثم أحيوا.

أتوه

<<  <  ج: ص:  >  >>