وقوله:{فَلَمَّا جَاءَهُ}[القصص: ٢٥] أي: جاء موسى شعيبا عليهما السلام، {وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ}[القصص: ٢٥] يعني: أمره أجمع من قتله القبطي، وأنهم يطلبونه ليقتلوه، قال له شعيب:{لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[القصص: ٢٥] أي: لا سلطان له بأرضنا ولسنا مملكته.
قالت إحداهما وهي الكبرى:{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ}[القصص: ٢٦] اتخذه أجيرا، {إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ}[القصص: ٢٦] إن خير من استعملته من قوي على العمل وأداء الأمانة، قال عمر رضي الله عنه بالإسناد الذي ذكرنا: لما قالت المرأة هذا قال شعيب: وما علمك بأمانته وقوته؟ قالت: أما قوته فإنه رفع الحجر الذي لا يرفعه كذا كذا، وأما أمانته فإنه قال لي امشي خلفي فإني أكره أن تصيب الريح ثيابك فتصف لي جسدك.
وقال مجاهد: القوي في نزعه الحجر عن فم البئر، وكان لا يستطيعه إلا النفر، الأمين في غض طرفه عنها حين سقى لهما فصدرتا، وقد عرفتا قوته وأمانته.
فلما ذكرت المرأة من حاله ما ذكرت زاده ذلك رغبة فيه.
ف {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}[القصص: ٢٧] أي: أزوجكها، {عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ}[القصص: ٢٧] على أن تكون أجيرا لي ثماني سنين، قال الفراء: يقول أن تجعل ثوابي أن ترعى على غنمي ثماني حجج.
{فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ}[القصص: ٢٧] أي: ذلك تفضل منك ليس بواجب عليك، {وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ}[القصص: ٢٧] في العشر، {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ}[القصص: ٢٧] قال عمر رضي الله عنه: أي في حسن الصحبة والوفاء بما قلت.
٦٩٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْكُوفِيُّ، أنا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ بُنْدَارٍ، أنا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّمْلِيُّ، نا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ،