أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ} [الزمر: ١١] أمرت أن أعبده على التوحيد والإخلاص، لا يشوب عبادتي شرك.
وأمرت بهذا، {لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} [الزمر: ١٢] من هذه الآمة.
{قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي} [الزمر: ١٣] بالرجوع إلى دين آبائي، {عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الزمر: ١٣] .
{قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي} [الزمر: ١٤] بالتوحيد لا أشرك به شيا.
{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} [الزمر: ١٥] أمر تهديد، {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} [الزمر: ١٥] بأن صاروا إلى النار، وأهليهم من الأزواج والخدم في الجنة.
قال الزجاج: وهذا يعني به الكفار، فإنهم خسروا أنفسهم بالتخليد في النار، وخسروا أهليهم لأنهم لم يدخلوا مدخل المؤمنين الذين لهم أهل في الجنة.
قوله: {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ {١٦} وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ {١٧} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الأَلْبَابِ {١٨} } [الزمر: ١٦-١٨] {لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ} [الزمر: ١٦] يعني: أطباقا من النار تلتهب عليهم، كقوله تعالى: {يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [العنكبوت: ٥٥] الآية.
{وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ} [الزمر: ١٦] مهاد من النار.
قال السدي: وهي لمن تحتهم ظلل، وهكذا حتى تنتهي إلى القعر.
ذلك الذي وصف من العذاب، {يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ} [الزمر: ١٦] المؤمنين، يعني أن ما ذكر من العذاب معد للكفار، وهو تخويف للمؤمنين ليخافوا فيتقوه بالطاعة والتوحيد.
ثم أمرهم بذلك فقال: {يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ} [الزمر: ١٦] .
قوله: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا} [الزمر: ١٧] يعني الأوثان والشيطان، {وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ} [الزمر: ١٧] رجعوا إليه بالطاعة، لهم البشرى بالجنة.
{فَبَشِّرْ عِبَادِ {١٧} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ} [الزمر: ١٧-١٨] يعني القرآن، فيتبعون أحسنه قال السدي: يتبعون أحسن ما يؤمرون به، فيعملونه.
وقال عطاء، عن ابن عباس: إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه آمن بالنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وصدقه، فجاءه عثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة، والزبير، وسعيد بن زيد، وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم، فسألوه، فأخبرهم بإيمانه، فآمنوا ونزلت فيهم {فَبَشِّرْ عِبَادِ {١٧} الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ} [الزمر: ١٧-١٨] يعني: من أبي