قال ابن عباس: لم يكن أحد من العالمين في زمانهم أكرم على الله، ولا أحب إليه منهم.
{وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنَ الأَمْرِ}[الجاثية: ١٧] يعني: العلم بمبعث محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وما بين لهم من أمره، فما اختلفوا إلى آخر الآية مفسر في مواضع.
{ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ {١٨} إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ {١٩} } [الجاثية: ١٨-١٩] ثم جعلناك يا محمد، {عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ}[الجاثية: ١٨] على دين وملة، ومنهاج وطريقة، يعني: بعد موسى وقومه، {فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}[الجاثية: ١٨] توحيد الله، يعني: كفار قريش، قالوا له: ارجع إلى دين آبائك، فهم كانوا أفضل منك.
ثم ذكر أن اتباعهم لا ينفعه، ولا يدفعون عنه شيئًا، فقال:{إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا}[الجاثية: ١٩] لن يدفعوا عنك من عذاب الله شيئًا لو اتبعتهم، {وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}[الجاثية: ١٩] يعني: المشركين، {وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ}[الجاثية: ١٩] يعني: المؤمنين، الذين اتقوا الشرك.