وقال ابن عباس: هو أن يلم بالذنب مرة، ثم يتوب منه، ولا يعود.
وهو قول الحسن، والسدي، قال ابن عباس: كان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يقول:
إن تغفر اللهم تغفر جما ... وأي عبد لك لا ألما
وهذا القول اختيار أبي إسحاق، فقال: اللمم هو: أن يكون الإنسان قد ألم بالمعصية، ولم يقم على ذلك.
ويدل على هذا قوله:{إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}[النجم: ٣٢] قال ابن عباس: لمن فعل ذلك، ثم تاب.
وتم الكلام هاهنا، ثم قال:{هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ}[النجم: ٣٢] يعني: قبل أن خلقكم، {إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ}[النجم: ٣٢] يريد: ما كان من خلق آدم من التراب، {وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ}[النجم: ٣٢] جمع جنين، {فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ}[النجم: ٣٢] قال الحسن: علم الله تعالى من كل نفس ما هي صانعة، وإلى ما هي صايرة.
{فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ}[النجم: ٣٢] لا تبرئوها عن الآثام، ولا تمدحوها بحسن أعمالها، يدل على هذا ما روي أن زينب بنت أبي سلمة، قالت: سميت برة، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:«لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بالبر منكم» .