وقوله:{وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}[المنافقون: ٧] أي: أنه هو الرازق لهؤلاء المهاجرين لا هؤلاء، لأن خزائن الرزق من السموات والأرض، هو المطر والنبات لله، {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَفْقَهُونَ}[المنافقون: ٧] قال ابن عباس: لا يفقهون أن أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.
{يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ}[المنافقون: ٨] من هذه الغزوة، وهي غزوة بني المصطلق، {لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}[المنافقون: ٨] عنى بالأعز نفسه، والأذل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فرد الله عليه، فقال: ولله العزة المنعة والقوة، ولرسوله وللمؤمنين بإعزاز الله، ونصره إياهم، وإظهار دينهم على سائر الأديان، {وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}[المنافقون: ٨] ذلك، ولو علموا ما قالوا هذه المقالة.